أبو بكر الباقلاني: العلامة البارز في الفكر الإسلامي

الإمام أبو بكر الباقلاني

يُعرف الإمام القاضي أبو بكر، محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر بن قاسم البصري الباقلاني، ثم البغدادي، بلقب “شيخ السنة” و”لسان الأمة”. وقد حصل على هذا اللقب نتيجة جهوده البارزة في الدفاع عن سنة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في مواجهة الشبهات التي يثيرها النصارى. كان إماماً متميزاً وحكيماً يمتاز بالفصاحة، وقد ألف العديد من المصنفات التي تعتبر ردوداً على الخوارج والرافضة والمعتزلة والجهمية وغيرهم. وافته المنية رحمه الله في عام 403 هـ.

محطات من حياة الباقلاني

شهدت حياة الباقلاني -رحمه الله- العديد من المواقف اللافتة تجاه النصارى وغيرها، والتي أبرزت حكمته وسرعة بديهته في رد الافتراءات على الإسلام والمسلمين. ومن أبرز ردوده المحكمة على مناظريه:

  • ورد أحد النصارى بطعنة لل المسلمين بالقول إنهم عنصريون لزواجهم بالنصرانيات واليهوديات، بينما لا يزوجون أبناءهم من يهودي أو نصراني. فأجابه الباقلاني: “نحن نستطيع الزواج باليهودية لأننا نؤمن بموسى، ونتزوج النصرانية لأننا نؤمن بعيسى، وأنتم في حال آمنتم بمحمد سنزوجكم بناتنا”.
  • استدعى ملك الروم الباقلاني يوماً، وأدخله من باب صغير، فعرف الباقلاني أنه يريد منه أن ينحني له عند الدخول، فدخل على الملك وظهره له بدلاً من وجهه.
  • سأل الباقلاني ذات مرة راهباً نصرانياً عن عائلته، فاستغرب الراهب لأنه لم يتزوج. فتعجب الباقلاني من ردّه، مُشيراً إلى تناقضه مع اعتقادهم بأن الله يُنسب إليه الزوجة والولد.
  • تحدى ملك الروم الباقلاني بسؤال حول ما حدث لزوجة النبي عائشة -رضي الله عنها-، فاستخدم الباقلاني الرد بأن عائشة ومريم -عليهما السلام- اتُّهمتا بالفاحشة من قبل اليهود والمنافقين، ومع ذلك فإن عائشة تزوجت ولم تنجب، بينما أنجبت مريم ولم تتزوج، مما جعل الملك الروماني عاجزاً عن الرد.

رحيل الإمام الباقلاني

رحل الباقلاني -رحمه الله- في شهر ذي القعدة من عام 403 هـ، وأدى ابنه حسن الصلاة عليه. وقد نعى في جنازته شيخ الحنابل، أبو الفضل التميمي، قائلاً إنه كان ناصراً للسنة والدين وذو دفاع عن الشريعة، وهو الذي ألف حوالي سبعين ألف ورقة من المصنفات.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *