أبو الممهاجر دينار: حاكم من عصر الدولة الأموية

أبو المهاجر دينار

أبو المهاجر دينار، المعروف بأنه مولى بن مخزوم، كان له دوراً بارزاً في العديد من المعارك ضد البربر بقيادة كسيلة بن لمزم. في عام 62 هجري، عزل يزيد بن معاوية أبو المهاجر، لكنه استعاد منصبه بفضل عقبة بن نافع. تولى دينار مسؤولية إرشاد الناس للعودة إلى القيروان، وشارك في العديد من الحملات العسكرية التي خاضها عقبة بن نافع.

أبو المهاجر دينار والبربر

تميز أبو المهاجر دينار بدوره في فتح المغرب وتعزيز تقبل الدين الإسلامي في المنطقة، حيث كان شخصية فريدة في الإدارة السياسية. اتبع سياسة التوجيه اللين تجاه البربر، مؤمنًا بأهمية كسب ودهم. لذلك، ابتكر نهجًا جديدًا يختلف عن سياسات عقبة بن نافع.

اعتمد أبو المهاجر دينار أسلوبًا سلسًا ولينًا في التعامل مع البربر بهدف تعزيز الثقة بينهم وبين المسلمين. إدراكًا منه لأهمية الكرامة بالنسبة لهم، عمل على إقناعهم أن المسلمين ليسوا غزاة، بل يهدفون إلى نشر السلام. كما قام بتحذيرهم من نوايا الرومان الذين يسعون لاستغلال موارد البلاد.

معركة تلمسان

خاض أبو المهاجر دينار العديد من المعارك المهمة، وأبرزها معركة تلمسان، حيث التقى بكايسة. أحاط هو وجنوده المدينة، واندلعت معركة عنيفة بين الجيشين، مما أسفر عن عدد كبير من القتلى من الجانبين. وفي النهاية، تحقق النصر للمسلمين ضد جيش كسيلة.

بعد المعركة، تم أسر كسيلة، وقد أحسن أبو المهاجر التعامل معه، مستغلاً الفرصة للحديث حول الإسلام والإيجابيات التي يمكن أن يجنيها. تميز كسيلة بالشخصية الطموحة والذكاء، مما جعله يتقبل الأفكار الجديدة وتفاصيل الدين. أعرب له أبو المهاجر أن الإسلام يعبر عن الأخوة والعدالة، وفي النهاية، أقنعه بأن اعتناقه للإسلام سيعود عليه وعلى قومه بالفائدة.

استجاب كسيلة لدعوة أبو المهاجر، فأسلم، وأصبح يؤمن بأهمية اللغة العربية وتعلمها، وبتلك الطريقة أصبح أحد أبرز مؤيدي الإسلام، داعيًا قومه للاعتناق والإيمان بالإسلام.

مسجد أبو المهاجر دينار

قام أبو المهاجر دينار بتأسيس مسجد سيدي غانم في الجزائر عام 59 هجري. يقع المسجد في مدينة العتيقة، على بُعد 496 كم شرق العاصمة الجزائر. وقد تم بناؤه على أنقاض كنيسة رومانية قديمة، ويعد هذا المسجد ثاني أكبر مساجد المغرب العربي، بعد مسجد القيروان في تونس.

تسميته بمسجد سيدي غانم جاءت تكريمًا لأحد الصالحين والعلماء الذين عاشوا في المنطقة. تجدر الإشارة إلى أن أبو المهاجر عاش في تلك المنطقة لمدة عامين، حيث كانت تعتبر مركزًا للجنود ومكان انطلاق للفتوحات الإسلامية.

يمثل المسجد رمزًا تاريخيًا وثقافيًا ذا أهمية كبيرة في البلاد، علاوة على قيمته الفنية العالمية. يمكن رؤية معالم المسجد، الذي تم بناؤه بعد أربع سنوات من حكم البيزنطيين، من خلال الباب الشرقي لمدينة العتيقة المعروفة باسم ميلة.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *