أحاديث تتناول رحمة الله الواسعة

أحاديث عن سعة رحمة الله

عرف الله سبحانه وتعالى نفسه بأنه الرحمن الرحيم، مما يدل على غزارة الرحمة في اسم الرحمن وتعميمها لعباده المؤمنين في اسم الرحيم. وفيما يلي مجموعة من الأحاديث النبوية الشريفة التي تتحدث عن سعة رحمة الله:

  • قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ لِلَّهِ مِئَةَ رَحْمَةٍ، فَمنها رَحْمَةٌ بها يَترَاحَمُ الخَلْقُ بيْنَهُمْ، وَتِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ ليَوْمِ القيَامَةِ).
  • شملت رحمة الله -عز وجل- كذلك الحيوانات والبهائم، مما يُظهر أن الرحمة ليست مقتصرة على البشر فقط. حيث قال -صلى الله عليه وسلم-: (جَعَلَ اللَّهُ الرَّحْمَةَ مِئَةَ جُزْءٍ، فَأَمْسَكَ عِندَهُ تِسْعَةً وتِسْعِينَ جُزْءًا، وَأَنْزَلَ في الأرْضِ جُزْءًا واحِدًا، فَمِنْ ذلكَ الجُزْءِ يَتَراحَمُ الخَلْقُ، حتَّى تَرْفَعَ الفَرَسُ حافِرَها عن وَلَدِها خَشْيَةَ أنْ تُصِيبَهُ).
  • لو كان للكافر علم بمدى سعة رحمة الله، لما اعتقد أنه لا يُمكنه دخول الجنّة. حيث قال -صلى الله عليه وسلم-: (فلوْ يَعْلَمُ الكافِرُ بكُلِّ الذي عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الرَّحْمَةِ، لَمْ يَيْئَسْ مِنَ الجَنَّةِ).
  • قال -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الحَسَناتِ والسَّيِّئاتِ، ثُمَّ بَيَّنَ ذلكَ، فمَن هَمَّ بحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها، كَتَبَها اللَّهُ له حَسَنَةً كامِلَةً، فإنْ هو هَمَّ بها فَعَمَلَها، كَتَبَها اللَّهُ له عَشْرَ حَسَناتٍ، إلى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ، وإلى أضْعافٍ كَثِيرَةٍ، ومَن هَمَّ بسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها، كَتَبَها اللَّهُ له حَسَنَةً كامِلَةً، فإنْ هو هَمَّ بها فَعَمَلَها، كَتَبَها اللَّهُ له سَيِّئَةً واحِدَةً).

أحاديث عن تقديم رحمة الله على غضبه

من مظاهر رحمة الله -تعالى- بعباده أنه لا يُعجّل لهم بالعذاب رغم استحقاقهم له، كما ورد في قوله -تعالى-: (وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ استِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ). ومن الأحاديث التي تشير إلى تقديم الرحمة على الغضب ما يلي:

  • يقول -صلى الله عليه وسلم-: (لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الخَلْقَ، كَتَبَ في كِتَابِهِ، فَهو عِندَهُ فَوْقَ العَرْشِ: إنَّ رَحْمَتي تَغْلِبُ غَضَبِي)، حيث تسبق رحمة الله غضبه منذ خلق السموات والأرض.
  • قال -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ اللَّهَ لَمَّا قَضَى الخَلْقَ، كَتَبَ عِنْدَهُ فَوْقَ عَرْشِهِ: إنَّ رَحْمَتي سَبَقَتْ غَضَبِي).

أحاديث عن رحمة الله في الآخرة

على الرغم من أن الآخرة هي دار الحساب على أعمال الدنيا، إلا أن هناك العديد من المواقف التي تعكس رحمة الله بخلقه في الآخرة، ومن بينها:

  • يُعطى الله -تعالى- الثواب الكبير مقابل العمل القليل، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (يُصَاحُ برجلٍ من أُمَّتِي يومَ القيامةِ على رُؤُوسِ الخلائقِ، فيُنْشَرُ له تِسْعَةٌ وتِسْعُونَ سِجِلًّا، كلُّ سِجِلٍّ مَدُّ البصرِ، ثم يقولُ اللهُ تبارك وتعالى: هل تُنْكِرُ من هذا شيئًا؟ فيقولُ: لا يا ربِّ، فيقولُ: أَظَلَمَكَ كَتَبَتِي الحافِظُونَ؟ فيقولُ: لا يا ربِّ، ثم يقولُ: أَلَكَ عُذْرٌ، أَلَكَ حَسَنَةٌ؟ فيَهَابُ الرجلُ فيقولُ: لا، فيقولُ: بلى، إنَّ لك عندنا حَسَنَةً، وإنه لا ظُلْمَ عليكَ اليومَ، فتُخْرَجُ له بطاقةٌ فيها أشهدُ أن لا إله إلا اللهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا عبدُه ورسولُه، فيقولُ: يا ربِّ ما هذه البطاقةُ مع هذه السِّجِلَّاتِ؟ فيقولُ: إنك لا تُظْلَمُ، فتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ في كِفَّةٍ، والبطاقةُ في كِفَّةٍ، فطاشتِ السِّجِلَّاتُ، وثَقُلَتِ البطاقةُ).
  • قال -صلى الله عليه وسلم-: (يُدْنَى المُؤْمِنُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِن رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، حتَّى يَضَعَ عليه كَنَفَهُ، فيُقَرِّرُهُ بذُنُوبِهِ، فيَقولُ: هلْ تَعْرِفُ؟ فيَقولُ: أَيْ رَبِّ أَعْرِفُ، قالَ: فإنِّي قدْ سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ في الدُّنْيَا، وإنِّي أَغْفِرُهَا لكَ اليَومَ، فيُعْطَى صَحِيفَةَ حَسَنَاتِهِ).

أحاديث عن أن الله أرحم بعباده من الوالدين بأبنائهم

تجلى رحمة الله -تعالى- بخلقه في توصيته للوالدين بأبنائهم، حيث قال -تعالى-: (يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ). وهذا مثال ناصع على أن رحمة الله بالأبناء تفوق رحمة الآباء:

  • عندما قَدِمَ إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- سَبْيٌ، وجدَ امرأةٌ من السَّبْيِ تَحْلُبُ ثَدْيَهَا لتسقي طفلًا، فأخذتْه وألصقَته ببطنها وأرضعته. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أتُرَوْنَ هذه طارحةً ولدها في النار؟ قلنا: لا، وهي تَقْدِرُ على ألَّا تَطْرَحَهُ، فقال: لَلَّهُ أرْحَمُ بعِبَادِهِ مِن هذه بولدها).
  • أتى إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- رجلٌ ومعه ولده، فراح يضمّه إليه. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أترحمُهُ؟ قالَ: نعم. قالَ: فاللَّهُ أرحَمُ بِكَ منكَ بِهِ، وهوَ أرحمُ الرَّاحمينَ).

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *