حكم المسح على الجوارب ومدته
تعتبر مشروعية المسح على الخُفّين من الأمور الثابتة وفقاً للسنة النبوية الشريفة، حيث يجوز للمسلم المسح على الخُفّين والجوربين والنعلين، بالإضافة إلى ما يُعرف باللفائف وهي الأقمشة التي تُستخدم لتغطية الأقدام. كما تشير النصوص الشرعية إلى أن المدة المقررة للمسح على الجوارب تصل إلى يوم وليلة للمقيم، وثلاثة أيام بلياليهن للمسافر. وقد أجمع العلماء على أن بداية هذه المدة تكون من أول مسحة تُؤخذ بعد حدوث نجاسة، وليس من وقت وضع الجوارب أو من الحدث قبل ارتداء الملفوفات. فعلى سبيل المثال، إذا توضأ المسلم لأداء صلاة الفجر ثم ارتدى جوربيه، وأحدث بعدها في الساعة التاسعة صباحاً دون أن يتوضأ، ثم قام بالتوضؤ الساعة الثانية عشرة ماسحاً على جوربيه، فإن المدة ستبدأ من هذه اللحظة وتستمر ليوم وليلة إذا كان مقيماً. ومن الجدير بالذكر أن الطهارة لا تنقض بنهاية فترة المسح، بل تبقى سارية حتى حدوث نواقض أخرى معروفة مثل خروج الحدث.
شروط المسح على الجوارب
هناك مجموعة من الشروط التي يجب توافرها في المسح على الجوارب، وهي كما يلي:
- ارتداء الجوارب بعد الطهارة.
- أن تكون الجوارب أو الخفاف طاهرة في ذاتها.
- أن يكون المسح في حالة الطهارة من الحدث الأصغر، وليس من الحدث الأكبر مثل الجنابة أو ما يتطلب الغسل.
- المسح ضمن المدة الشرعية المحددة، أي يوماً وليلة للمقيم، وثلاثة أيام بلياليهن للمسافر.
كيفية المسح على الجوارب
إن المسح على الخفين أو الجوارب يُعتبر مشروعاً ويجب أن يتم على ظاهرها وليس على باطنها. وورد عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنه قال: (قد رأيتُ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- يمسَحُ على ظاهرِ خُفَّيهِ). ويتم ذلك عن طريق تمرير اليدين بعد تبليلهما بالماء على الجزء الظاهر من الخف لمرة واحدة فقط، وليس شرطاً أن يغطي المسح سطح الخف أو الجورب بالكامل، بل يكفي مسح جزءٍ منه لتحقيق الفائدة.