أسباب تدني الأداء الأكاديمي
تعدّد العوامل التي تؤدي إلى تدني الأداء الأكاديمي، حيث يمكن أن تكون الأسباب مرتبطة بمشكلات صحية، بيئية، اجتماعية، أو اضطرابات نفسية. وفيما يلي نستعرض أبرز هذه الأسباب:
البيئة المحيطة
تعتبر البيئة أحد العوامل الأساسية المؤثرة في حياة الأفراد، سواء كانوا طلابًا أو معلمين أو موظفين. حيث تلعب البيئة المدرسية دورًا حيويًا في التأثير على التحصيل الأكاديمي للطلاب. فقد أظهرت الدراسات أهمية توفير بيئة صحية مناسبة للطلاب لضمان نجاح عملية التعلم وتحقيق أداء أكاديمي فعال. تتضمن مشكلات البيئة الصحية عدة جوانب، مثل نقص المرافق الصحية في المدرسة، ضعف التهوية، الإضاءة غير الكافية في الفصول الدراسية، سوء استعمال التكنولوجيا والمختبرات، بالإضافة إلى ضعف طرق التدريس وجودة المعلمين. جميع هذه العوامل تساهم بشكل سلبي في الأداء الأكاديمي للطلاب.
مستوى الذكاء
تعتبر العلاقة بين مستوى الذكاء والتحصيل الدراسي مسألة مؤكدة، إلا أنه تم إجراء دراسة على مجموعة من الطلاب عبر فترات دراسية متنوعة لمدة ثلاث سنوات، حيث تم متابعة درجاتهم الأكاديمية وتنفيذ اختبارات فكرية تشتمل على معايير تجريدية، عددية، ولفظية. وقد أظهرت النتائج أن العلاقة بين مستوى الذكاء والتحصيل الدراسي متغيرة وغير ثابتة حسب المرحلة الدراسية التي يتواجد فيها الطالب.
صعوبات التعلم
تعتبر صعوبات التعلم، مثل اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه واضطراب القراءة، من الأسباب التي تؤدي إلى تدني الأداء الأكاديمي. حيث أظهرت البحوث أن اضطراب فرط الحركة يتجلى كاضطراب عصبي نفسي يظهر عادةً في الطفولة، ويتسم بانخفاض مستوى التركيز، وزيادة النشاط والاندفاع. كما تبين أن لهذا الاضطراب تأثيرًا مباشرًا على الذاكرة العاملة للأطفال المتأثرين.
يستمر اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ليس فقط في مرحلة الطفولة، بل قد يمتد إلى سن المراهقة. فقد أُجريت دراسة على طلاب تتراوح أعمارهم بين 15 و16 عامًا الذين يعانون من هذا الاضطراب، بهدف الكشف عن العلاقة بين التحصيل الأكاديمي وأعراض الاضطراب، وأظهرت النتائج أن المراهقين المتأثرين يواجهون تحديات أكاديمية أكبر مقارنة بأقرانهم.
المشكلات الصحية والعقلية
تشير الأبحاث إلى وجود ارتباط واضح بين صحة الأطفال ومستوى تحصيلهم الدراسي. فالأطفال الأصحاء يميلون إلى تحقيق مستوى تحصيل دراسي أعلى من أولئك الذين يعانون من مشكلات صحية. لذا، يلعب دور المدارس أهمية كبيرة في مواجهة هذه التحديات من خلال توفير بيئات صحية للطلاب وتطوير سياسات مناسبة تعزز من الصحة العامة، وتشجيع الأنماط والسلوكيات الصحية، وذلك للحد من المشكلات الناتجة عن ضعف الحالة الصحية، مثل زيادة احتمال الفشل المدرسي أو تدني التركيز أو التسرّب الدراسي.
كما أن المشكلات العقلية تؤثر سلبًا على مستوى الطالب الأكاديمي، حيث لا تقتصر آثارها على مستوى التركيز والأداء فحسب، بل تمتد إلى علاقاته مع الأصدقاء وأفراد الأسرة وصحته البدنية، مما يؤثر بدوره على مستقبله وفرص الحصول على وظيفة مناسبة ودخل جيد.