التعب والإرهاق الجسدي
يمكن تعريف الإرهاق بأنه حالة من التعب الشديد والضعف المزمن الذي يتزايد مع مرور الوقت، مما يقلل من طاقة الفرد وحماسه وتركيزه. كما يؤثر الإرهاق على الصحة النفسية والعاطفية، وقد يستمر لفترة طويلة ويتفاقم في شدته. على عكس التعب العابر الذي يمكن تخفيفه بالراحة أو النوم، فإن الإرهاق عادة لا يزول مع النوم أو الراحة. من ناحية أخرى، يُستخدم مصطلح “الضعف” بشكل متكرر كمرادف للإرهاق، ولكنهما يعبران عن مشاعر مختلفة. يُعرف الضعف بأنه نقص في القوة الجسدية، ويشمل الشعور بالحاجة إلى بذل جهد إضافي لتحريك الأطراف. أما الإرهاق، فهو الشعور بالتعب الناتج عن نقص الطاقة أو القوة. من المهم ملاحظة أن كلاً من الضعف والإرهاق يعتبران من الأعراض لمشكلة صحية ولا يعدان مرضين مستقلين. ولتحديد مدى أهمية هذه الأعراض، يجب تشخيص الأعراض الأخرى ذات الصلة.
أسباب التعب والإرهاق الجسدي
تتعدد الأسباب المحتملة للإصابة بالتعب والإرهاق الجسدي ويمكن تقسيمها إلى ثلاثة فئات رئيسية، كما يلي:
عوامل نمط الحياة
فيما يلي بعض العوامل المتعلقة بنمط الحياة التي قد تسبب الشعور بالتعب والإرهاق:
- الإجهاد الجسدي.
- انخفاض النشاط البدني.
- قلة النوم.
- زيادة الوزن أو السمنة.
- التعرض لفترات طويلة من التوتر العاطفي والضغط النفسي.
- الشعور بالملل أو الحزن.
- تناول بعض الأدوية مثل مضادات الاكتئاب أو المهدئات.
- شرب الكحول.
- تعاطي المخدرات، مثل الكوكايين.
- الإفراط في تناول المشروبات المحتوية على الكافيين.
- اتباع نظام غذائي غير صحي.
العوامل الصحية الجسدية
توجد مجموعة من الأمراض الصحية التي قد تسبب الشعور بالتعب والإرهاق، ومنها:
- فقر الدم: يتميز بفقدان عدد خلايا الدم الحمراء السليمة أو عدم كفاية مستويات الهيموغلوبين. ينتج عن ذلك نقص في وصول الأكسجين إلى الجسم، مما يتسبب في الشعور بالتعب والإرهاق، وقد يرافقه شحوب الجلد وضيق التنفس.
- قصور الغدة الدرقية: يعاني المصابون من انخفاض في إنتاج هرمونات الغدة الدرقية، مما يؤدي إلى الشعور بالتعب، وزيادة الوزن، والشعور بالبرودة.
- أمراض القلب: خاصة فشل القلب، قد ينتج عنه شعور دائم بالتعب وصعوبة في أداء الأنشطة اليومية. يحدث ذلك بسبب عدم قدرة القلب على ضخ الدم المؤكسد بكفاءة إلى الجسم.
- توقف التنفس أثناء النوم: يتسبب في توقف مؤقت أو سطحى للتنفس خلال الليل مما يؤثر على جودة النوم ويزيد من خطر الإصابة بمشاكل صحية مثل أمراض القلب.
العوامل الصحية النفسية
من أبرز الاضطرابات النفسية التي تسهم في شعور الشخص بالتعب المزمن هي الاكتئاب والقلق. يصاحبهما مشاعر الحزن وفقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية، بالإضافة إلى تغييرات في أنماط النوم والنشاط الغذائي.
علاج التعب والإرهاق الجسدي
يعتمد علاج التعب والإرهاق الجسدي على تحديد السبب الرئيسي وراء الحالة، سواء كان جسمياً أو نفسياً أو مزيجاً من الاثنين. قد يتطلب الأمر وقتاً حتى تختفي أعراض التعب بعد العلاج. بعض الحالات مثل فقر الدم قد تشهد تحسنًا سريعًا بعد زيادة عدد خلايا الدم الحمراء، بينما قد تحتاج حالات أخرى كالحمى المعدية إلى مزيد من الوقت لاستعادة مستويات الطاقة الطبيعية.