مكونات المذنب وأنواعه

تُعتبر أجزاء المذنب من العناصر الأساسية التي استحوذت على اهتمام الفلكيين، وقد تمكنوا فعلاً من دراسة مكوناتها بصورة متعمقة.

نظراً لاهتمام العديد من الأشخاص بهذه الأجزاء، سنقوم في هذا المقال بالتفصيل عن مكونات المذنب والمعلومات الأساسية المتعلقة بها.

أجزاء المذنب

يتكون المذنب من عدة مكونات رئيسية كما يلي:

النواة

  • تُمثل النواة الجزء الصلب المركزي للمذنب، وهي تتكون من نوع خاص من الغبار المعروف باسم “الغبار المنفوش” بسبب خفة وزنها.
  • تتواجد بها فتحات تشبه الإسفنج، مليئة بالثلوج التي تحتوي على ثاني أكسيد الكربون وأول أكسيد الكربون والميثان والأمونيا.
  • النواة مغطاة بطبقة جليدية يتراوح سمكها بين 100 متر و40 كيلومترًا.
  • تحتوي النواة أيضًا على مجموعة من المركبات العضوية.

تتضمن هذه المركبات:

  • الميثانول.
  • سيانيد الهيدروجين.
  • الفورمالديهايد.
  • الإيثانول.
  • الإيثان.
  • مركبات معقدة مثل الهيدروكربونات طويلة السلسلة والأحماض الأمينية.

من خلال دراسة العلماء لنواة مذنب هالي بوب ونواة مذنب هيكوتيك، حصلوا على معلومات جديدة حول التركيب الداخلي للمذنب.

ومع ذلك، لا يزال التساؤل قائمًا حول ما إذا كانت نواة المذنب صلبة مثل كوكب الأرض أو ناعمة وقابلة للكسر مثل كرة الثلج.

الذؤابة

  • الذؤابة هي غلاف غازي يحيط بنواة المذنب، وتأخذ شكلًا كرويًا، ويمتد الذؤابة لمسافة تقارب مليون كيلومتر.
  • تتكون الذؤابة من غازات تعرضت لعملية تسمى “التسامي” من نواة المذنب، مما يعني أنها انتقلت من الحالة الصلبة إلى الحالة الغازية دون المرور بالحالة السائلة.

الغلاف الهيدروجيني

  • يعتبر الغلاف الهيدروجيني جزءًا آخر من المذنب، وهو طبقة غير مرئية من غاز الهيدروجين، الذي غالبًا ما يكون مصدره جزيئات الماء.
  • يتخذ شكلًا غير منتظم بسبب تأثير الرياح الشمسية، ويزداد حجم الغلاف كلما اقترب من الشمس.

الذيل

يمتلك المذنب ذيلين، وهما:

ذيل الغبار

  • يتكون من جزيئات صغيرة من الغبار التي تتبخر من النواة، حيث تقوم أشعة الشمس بدفعها بعيدًا عن المذنب.
  • يعتبر هذا الذيل هو الجزء الأكثر وضوحًا للعين، إذ يمكن رؤية طوله الذي قد يصل إلى ملايين الكيلومترات بسهولة.
  • يتميز ذيل الغبار بشكل منحني، حيث يتحرك المذنب في مداره بنفس سرعة الذيل.

الذيل الأيوني

  • يمتلك عدة أسماء مثل ذيل البلازما أو الذيل الغازي، ويتكون من جزيئات غاز مشحونة كهربائيًا مثل:
    • ثاني أكسيد الكربون والماء، حيث يتم دفع هذه الجزيئات بواسطة الرياح الشمسية.
  • قد يختفي الذيل الأيوني أحيانًا ثم يعود للظهور عندما يمر المذنب عبر منطقة يحدث فيها تغيير في اتجاه المجال المغناطيسي للشمس.
  • يتم إضاءة هذا الذيل بواسطة الشمس، مما يجعل المذنب مرئيًا من سطح الأرض.

مفهوم المذنب

  • بعد التعرف على أجزاء المذنب، من المهم توضيح مفهومه.
  • المذنب هو عبارة عن كرة ثلجية مكونة من غاز ثاني أكسيد الكربون والماء والغبار والصخور وبعض الغازات المتجمدة، وتختلف أحجام المذنبات من واحدة لأخرى.
  • تدور المذنبات في مدارات منتظمة في الفضاء، وعندما يقترب أي مذنب من الشمس، يبدأ في التبخر مكونًا الذيل الممتد خلفه.
  • يعتقد علماء الفلك أن المذنبات تشكلت عند بداية تكوين النظام الشمسي منذ حوالي 4.6 مليار سنة.

مدارات المذنب

  • تدور المذنبات في مدارات إهليلجية شديدة الاستطالة حول الشمس.
  • تزداد سرعة المذنبات بشكل كبير عند اقترابها من الشمس، بينما تنخفض سرعتها عند ابتعادها.
  • تبدأ أجزاء المذنب في الاشتعال عندما تقترب من الشمس، بينما تصبح غير مرئية عندما تبتعد.

من أين تأتي المذنبات؟

بعد استعراض أجزاء المذنب، يجدر بنا أن نذكر مصدرها والتي أُجمِعَ على أنها تعود إلى مصدرين:

المذنبات طويلة المدى

تلك التي تأخذ حوالي مئتي عام لإكمال مدار كاملة حول الشمس، ومصدرها سحابة أورت.

المذنبات قصيرة المدى

  • تحتاج إلى أقل من 200 عام لإكمال مدارها حول الشمس، ومصدرها هو حزام كايبر.
  • ثم وُقِّع اقتراح بأن هناك سحابة ضخمة من المذنبات في الأجزاء الخارجية من النظام الشمسي.
  • تتواجد هذه المذنبات بعيدًا عن مدار كوكب بلوتو، وعُرِّفت بسحابة أورت، اقترحها عالم فلك دنماركي.
  • أجرى هذا العالم العديد من الدراسات التي أظهرت أن عدد المذنبات قد يصل إلى تريليون، وهو رقم كبير يؤثر على كتلة النظام الشمسي.
  • على الرغم من هذه الدراسات، لا يوجد دليل مباشر يؤكد وجود سحابة أورت، وذلك بسبب صغر حجم المذنبات الفردية وبُعدها عن الأنظار.

أشهر المذنبات

بالنظر إلى موضوع أجزاء المذنب، إليك بعض أشهر المذنبات المعروفة:

مذنب هالي

  • يُعتبر مذنب هالي من أبرز المذنبات، حيث يصل عرضه إلى 8 كيلومترات وطوله إلى 16 كيلومترًا.
  • كان إدموند هالي من أوائل العلماء الذين أكدوا على دورية المذنبات.
  • هذا العالم الفلكي البريطاني قام بمراقبة المذنبات عام 1682 وسجل ملاحظات عنها، متوقعًا عودتها عام 1757.
  • يستغرق هذا المذنب حوالي 76 عامًا في مداره حول الشمس، ووقع اقترابه من الأرض في عام 1986.

شوميكر ليفي 9

تميز هذا المذنب بتحطمه إلى 21 قطعة نتيجة تأثير جاذبية كوكب المشتري، وتصادم مع هذا الكوكب العملاق في عام 1994، حيث كانت المشاهدة عبر التلسكوب مذهلة جدًا.

هيل بوب

يُعتبر مذنب هيلي بوب أكبر من مذنب هالي وله ضوء أكثر سطوعًا، ويمكن رؤيته من على سطح الأرض بسبب حجمه الكبير الذي يصل قطره إلى 40 كيلومترًا.

بوريلي

تم تحديد شكل هذا المذنب بواسطة مركبة فضائية تابعة لوكالة ناسا في عام 2001، ويتكون من نواة صخرية سوداء بطول 8 كيلومترات وشكل يشبه دبوس البولينغ.

هياكوتاكي

يُعرف أيضاً بالمذنب العظيم، وكان يُعتبر أقرب مذنب مرَّ بالقرب منا قبل 200 سنة، حيث يمتاز بإضاءة قوية في الليل.

إنكي

تم اكتشاف هذا المذنب على يد عالم الفلك الألماني يوهان فرانز عام 1819، ويعتبر ثاني مذنب تم التعرف عليه.

جيراسيمنكو

  • يبلغ قطر المذنب حوالي 5 كيلومترات ويدور حول الشمس كل ست سنوات، وقد انخفض مداره بفضل التفاعلات مع جاذبية المشتري.

هناك أيضًا بعض المذنبات الأخرى مثل:

  • تمبل تتل.
  • تمبل.
  • كوميت وايلد2.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *