يعتبر فرط الغدة الدرقية أحد الاضطرابات الهامة التي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على صحة الإنسان. لقد خلق الله جسم الإنسان بتصميم متوازن حيث تعمل جميع أجهزته بتناغم لضمان الوظائف الحيوية. ومع ذلك، قد يحدث خلل في هذا النظام نتيجة لعدة عوامل، ومن بين هذه العوامل، تعتبر الغدة الدرقية من الأجزاء الرئيسية التي تتحكم في عمليات الأيض. وبالتالي، فإن الإفراط في إنتاج الهرمونات من هذه الغدة يمكن أن يؤدي إلى مخاطر صحية جسيمة.
تعريف فرط الغدة الدرقية
- توجد الغدة الدرقية في الجزء الأمامي من الرقبة، وهي مشابهة في شكلها للفراشة، وتهدف إلى حمايتها من الصدمات والكدمات خلال الأنشطة اليومية. تقع هذه الغدة مقابل القصبة الهوائية ولها لون بني يميل للاحمرار قليلًا.
- يمكن تعريف فرط الغدة الدرقية بأنه زيادة إفراز هرمون الثايروكسين نتيجة لتسريع عمليات الأيض، مما ينجم عنه مجموعة من الأعراض التي تؤثر سلبًا على صحة الفرد وقد تؤدي في بعض الأحيان إلى شعور بالإعياء الشديد.
- عند مواجهة هذه الحالة، يمكن للمريض التعرف على حالته من خلال الأعراض التي سيتم توضيحها لاحقًا، مما يستدعي ضرورة استشارة طبيب مختص للبدء في العلاج المناسب لفرط الغدة الدرقية.
- يتمثل العلاج عادةً في خيارين، الأول هو استخدام الأدوية والعقاقير مثل اليود المشع، والثاني هو التدخل الجراحي الذي يتضمن استئصال أجزاء من الغدة أو حتى إزالتها بالكامل.
أسباب فرط الغدة الدرقية
- تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى فرط إفراز هرمونات الغدة الدرقية، ومن أبرزها الإصابة بأمراض معروفة مثل الدراق الجحوظي، المعروف أيضًا بداء غريفز، أو بسبب مرض “بلامر”.
- بالإضافة إلى ذلك، قد يحدث فرط في الغدة الدرقية نتيجة التهابها، الذي ينتج عن استجابة الجهاز المناعي بإفراز أجسام مضادة تؤثر على الغدة، مما يؤدي إلى تطور الالتهاب ثم فرط نشاط الغدة.
- تعتبر العوامل الوراثية من الأسباب المحتملة للإصابة، حيث قد تنتقل predisposition لفرط الغدة من الأبوين. ويُعرف أن الجسم الأنثوي أكثر عرضة لهذا الاضطراب وفقًا لعوامل فسيولوجية معينة.
- يمكن أن تؤدي الأمراض المزمنة مثل مرض السكر وفقر الدم والأورام السرطانية إل تأثير سلبي على الغدة الدرقية، مما يساهم في ظهور الفرط.
أعراض فرط الغدة الدرقية
- تتباين أعراض فرط الغدة الدرقية عن أعراض قصورها، ولكن هناك نقاط تشابه كثيرة، مثل الشعور بالتعب والإجهاد المتواصل حتى مع الجهود القليلة، مما يؤثر على القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية بشكل طبيعي.
- يُلاحظ أيضًا فقدان الوزن السريع بالرغم من زيادة تناول الطعام، حيث يعاني مريض فرط الغدة من شهية مفرطة. وتترافق هذه الحالة مع تسارع دقات القلب والشعور بالقلق.
- يشعر المريض بعصبية مستمرة وصعوبة في الاسترخاء، بالإضافة إلى التعرض للتعرق الشديد، خصوصًا أثناء القيام بمجهود قليل. كما يمكن أن يتحسس الأشخاص المصابين من حرارة الشمس، مما قد يؤدي إلى مشاكل جلدية.
- بالنسبة للنساء، قد تلاحظ عدم انتظام في دورتها الشهرية، كما يمكن أن تواجه اضطرابات هضمية مثل الإمساك أو عسر الهضم، وتظهر أيضًا مشاكل في البشرة وصعوبة في النوم.
مضاعفات فرط الغدة الدرقية
- إذا لم يستجب الجسم للعلاج، فإن ذلك قد يؤدي إلى مخاطر صحية جسيمة مثل مشاكل قلبية خطيرة، مثل الرجفان الأذيني، الذي قد يتسبب في السكتة الدماغية أو فشل القلب الاحتقاني.
- كما قد يؤدي فرط الغدة إلى هشاشة العظام نتيجة فقدان الجسم لكميات كبيرة من الكالسيوم، مما يجعل العظام أكثر عرضة للكسر والشعور بالآلام.
- هناك أيضًا خطر ظهور مشاكل العين، مثل الدراق الجحوظي، والذي يتمثل في تورم العينين، والتهيج، والرؤية غير الواضحة.
- يجب أيضًا الانتباه إلى أن الجلد قد يُصاب بالتحسس، مما يؤدي إلى ضعف البشرة وسهولة تعرضها للجروح، بالإضافة إلى احتمال حدوث نوبة تسمى التسمم الدرقي.
تشخيص فرط الغدة الدرقية
- يعتمد تشخيص فرط الغدة الدرقية على خبرة الطبيب المعالج، وهناك خطوات رئيسية يقوم بها الطبيب للتأكد من حالة المريض وبدء العلاج بصورة مناسبة.
- الخطوة الأولى تشمل الحصول على التاريخ الطبي للمريض، بما في ذلك الأمراض السابقة والأمراض المزمنة بالإضافة إلى التاريخ العائلي للأمراض الوراثية.
- بعد ذلك يقوم الطبيب بإجراء الفحص البدني، وفي حال تأكد من الحالة، يطلب بعض الفحوصات الطبية، مثل تحليل TSH لتحديد مستوى الهرمونات.
- تتضمن الخيارات العلاجية استخدام اليود المشع أو BETA BLOCKERS، وفي بعض الحالات، قد يحتاج المريض إلى جراحة لاستئصال جزء من الغدة.