التطور التكنولوجي
شهدت الثورة الصناعية ظهور العديد من الابتكارات والأجهزة التي ساهمت في تقدم التكنولوجيا، منذ تلك الحقبة وحتى يومنا هذا. من أبرز هذه الابتكارات هو التلغراف الذي تطور ليُصبح الهاتف، وصولًا إلى استخدام كابلات الألياف الضوئية حاليا. كما أدت الكهرباء وتطبيقاتها إلى تغييرات جذرية في العالم، فضلاً عن الاعتماد المستمر على الوقود الأحفوري الذي يُستخدم حتى اليوم في تشغيل السيارات والمركبات الأخرى. لقد كانت هناك أيضًا تطويرات في إنشاء السكك الحديدية والطرق الرئيسية منذ ذلك الوقت.
التطور الحضري وزيادة معدلات الجريمة
لعبت الثورة الصناعية دورًا محوريًا في نمو المدن وتشكيل الحياة الحضرية. ومع ذلك، صاحبت هذه التغيرات زيادة ملحوظة في معدلات الجريمة، الناتجة عن الفقر، والبطالة، والاكتظاظ السكاني. لم تكن المدن مُهيَّأة لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الباحثين عن العمل، مما استدعى ظهور قوات الشرطة والأمن المدربة للحد من هذه الجرائم والتصدي لها.
تحسين جودة الحياة
أسفرت الثورة الصناعية عن تقليل الجهد البدني المطلوب من الأفراد، بالإضافة إلى زيادة إنتاجية الغذاء، مما ساهم في توفير مقومات إنجاب عدد أكبر من الأطفال. كما شهدت جودة التعليم والخدمات الصحية تحسينًا ملحوظًا، إلى جانب سهولة التنقل وزيادة الثروة لدى شريحة من المجتمع، مما أدى في النهاية إلى زيادة متوسط العمر المتوقع للفرد.
سهولة الحصول على البضائع
تسبب انتشار المصانع في تسهيل وتسريع إنتاج السلع، مما أدى إلى خفض أسعارها نتيجة لارتفاع حجم الإنتاج. هذه التحسينات أسهمت في رفع مستوى المعيشة. كما نشأت أسواق جديدة وحركات تصدير واستيراد ساعدت في زيادة الإيرادات الحكومية من الضرائب، مما زاد من ثروات الدول المصدرة على حساب الدول المستوردة، بالإضافة إلى تضاعف ثروات الشركات المصنعة.
تلوث البيئة
أدت الثورة الصناعية إلى زيادة تلوث البيئة واستنزاف مواردها الطبيعية بشكل كبير، مثل التربة، والمحيطات، والغلاف الجوي، والمياه الجوفية. كما ساهمت في ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، مما أسفر عن ظاهرة الاحتباس الحراري. تسببت الثورة أيضًا في تلوث المياه والهواء بشكل خطير، وتأثرت الحياة البرية والتنوع البيولوجي نتيجة لهذه الآثار الضارة.
أثر الثورة الصناعية على المرأة والأطفال
قبل الثورة الصناعية، كانت المرأة تلعب دورًا فعالًا في المجتمع والأسرة، وكانت تتساوى مع الرجل في بعض الأدوار. ومع ذلك، تقلص دورها بعد الثورة الصناعية، حيث أصبحت الأعمال المتاحة لها تعتمد على مهارات بسيطة، مما أدى إلى تدني الأجور. وفيما يتعلق بالأطفال، كانوا يساعدون عائلاتهم في الأعمال الملائمة لأعمارهم وطاقاتهم، إلا أن عملهم في المصانع خلال تلك الفترة تطلب منهم أداء مهام خطرة، مما أدى إلى تعرضهم للإصابات بشكل متكرر.