تعتبر الأعصاب والعضلات من العناصر الأساسية في جسم الإنسان، فالأعصاب تعمل كقنوات لنقل الإشارات من الدماغ إلى مختلف أعضاء الجسم، في حين تلعب العضلات دوراً حيوياً في تحريك هذه الأعضاء.
تتميز كل مجموعة من العضلات بتكوينها الفريد؛ فمثلاً، عضلة القلب تختلف عن عضلة المعدة أو العضلات الموجودة في الساقين، وكذلك الأمر بالنسبة للأعصاب التي تتباين من حيث الفعالية والوظيفة.
التهابات الأعصاب
تتعدد أنواع التهابات الأعصاب، حيث يمكن أن يصيب التهاب عصباً واحداً فقط، مما يعرف بالتهاب العصب الأحادي، أو قد يؤثر على عدة أعصاب، مما يُعرف بالتهاب الأعصاب المتعدد. يعتبر هذا النوع من الإصابات ضرراً في الأعصاب.
تنقسم الأعصاب في جسم الإنسان إلى نوعين رئيسيين: الأعصاب الطرفية التي تتواجد خارج الدماغ والنخاع الشوكي، والأعصاب المركزية التي توجد داخل الدماغ والنخاع الشوكي.
أسباب التهابات الأعصاب
هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى التهاب الأعصاب، سواء كانت حالات مرضية أو عادات غير صحية، والتي تشمل:
- مرض السكري.
- الإفراط في تعاطي الكحول، الذي يمكن أن يؤدي إلى تلف الأعصاب.
- اضطرابات المناعة الذاتية، حيث يهاجم الجهاز المناعي الأعصاب مما يؤدي إلى تلفها.
- الالتهابات الناتجة عن البكتيريا والفيروسات والتي قد تسبب اعتلالاً في الأعصاب.
- التعرض للسموم مثل المواد الكيميائية والزرنيخ والرصاص والزئبق.
- أيض الغدة الدرقية يمكن أن يؤثر على الأعصاب، وإن كان ذلك نادراً.
- العلاج الكيميائي وبعض الأدوية المستخدمة لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية يمكن أن يؤديان إلى تلف الأعصاب.
- سوء التغذية الناتج عن نقص الفيتامينات ضروري لصحة الأعصاب.
أدوية التهابات الأعصاب
تتوافر العديد من الأدوية التي يصفها الأطباء لعلاج التهاب الأعصاب أو تلفها بصورة فعالة.
يعتمد العلاج عادةً على السبب الجذري لإصابة الأعصاب، فإذا كان مرض السكري هو المشكلة الأساسية، فإن التحكم في مستويات السكر في الدم يصبح النقطة المحورية للعلاج، بالإضافة إلى الأدوية المخصصة لالتهاب الأعصاب.
تتضمن هذه الأدوية:
- أسيتامينوفين، أسبرين، إيبوبروفين، ترامادول وأوكسيكودون.
- العلاج الموضعي مثل كريم كابسايسين أو لصقات ليدوكايين.
- الأدوية المضادة للصرع مثل غابابنتين أو بريجابالين (ليرولين، ليريكا) وكاربامازيبين (تجريتول).
- مضادات الاكتئاب مثل أميتريبتيلين ودوكسيبين ونورتريبتيلين، التي تخفف الألم.
- مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والنوريبينيفرين مثل دواء سمباتيا.
التهاب العضلات
يعرف التهاب العضلات بأنه مجموعة من أمراض الأنسجة الضامة ذات المناعة الذاتية، حيث تتراوح نسبة الإصابة بين حالتين إلى عشر حالات جديدة سنويًا لكل مليون شخص، وتعتبر النساء أكثر عرضة للإصابة مقارنة بالرجال.
يمكن أن يؤدي التهاب الأعصاب إلى التهاب ونخر في العضلات الهيكلية، خصوصاً تلك القريبة من العمود الفقري وأصل الأطراف، وإذا صاحب ذلك التهاب جلدي، يُعرف بحالة التهاب الجلد والعضلات.
أعراض التهاب العضلات
تشمل أعراض التهاب العضلات ضعفاً في العضلات، الذي يتطور ببطء ويظهر في نصف الحالات دون ألم خلال ستة أشهر من بدء الأعراض.
هذا الضعف يؤثر بشكل رئيسي على العضلات السفلية، مما قد يتسبب في ترنح أثناء السير.
تظهر صعوبة في أداء بعض المهام اليومية مثل صعود السلم، وتمشيط الشعر، والانتقال من وضع الاستلقاء إلى الجلوس، بالإضافة إلى صعوبة في البلع والكلام وبحة الصوت.
كما يتسبب التهاب العضلات في ظهور طفح جلدي أحمر بنفسجي، خاصة على الجفون، الأنف، العنق، الصدر، وأجزاء من الجسم حول المفاصل.
أسباب وعوامل التهاب العضلات
تظل أسباب التهاب العضلات غامضة حيث تشير الدراسات إلى وجود خلل في جهاز المناعة مما يؤدي لزيادة الخلايا المناعية الالتهابية داخل العضلات.
كما لوحظ إفراز مواد تحفز الالتهاب، بالإضافة إلى إنتاج كميات كبيرة من الأجسام المضادة الذاتية، بعضها متعلق بأمراض الأنسجة الضامة.
توجد أيضاً أدلة على أن بعض الالتهابات قد تحفزها عوامل عدوى مثل الفيروسات والبكتيريا.
تعتبر العوامل الجينية ذات تأثير أيضاً، حيث قد يحدث التهاب العضلات نتيجة تناول أدوية معينة، مثل أدوية خفض الدهون في الدم، الكحول، أو أدوية تقليل حموضة المعدة.
تشخيص التهاب العضلات والجلد
يعتمد تشخيص التهاب العضلات على بعض العلامات والأدوات التي تساعد في تحديد وجود التهاب في العضلات، ومنها:
- ضعف متجانس في العضلات القريبة.
- وجود دليل بوجود التهاب من خلال عينة مأخوذة من أنسجة العضلات.
- ارتفاع مستوى الإنزيمات في الدم الناتج عن العضلة المتأثرة.
- تغييرات نموذجية تظهر من خلال الفحص الكهربائي لوظيفة العضلات.
- ظهور طفح جلدي على أعضاء الجسم.
وجود علامات شديدة يدل على التشخيص وله قيمته، حيث يتفاوت قوته بناءً على عدد الأدلة المتاحة، سواء أكانت واحدة أو اثنتين أو أكثر.
علاج التهاب العضلات بالأدوية
تظل العلاقة بين التهاب العضلات المتعدد والأورام الخبيثة موضع جدل في المجال الطبي.
تشير البيانات إلى وجود انتشار للأورام الخبيثة بين مرضى التهاب العضلات، خاصة في الأفراد المصابين بحالة التهاب الجلد والعضلات، حيث يسبق التهاب العضلات ظهور الأورام الخبيثة في 50% من الحالات.
تتراوح نسبة حدوث الأورام الخبيثة بين 5% إلى 15% لدى هؤلاء المرضى، ويكون التهاب الجلد والعضلات في هذه الحالة مزمنًا.
لذا يعتمد العلاج على استخدام الكورتيزون بمعدلات مرتفعة وطوال مدة طويلة، وفي بعض الأحيان يستدعي الأمر أدوية إضافية مثل أزاثيوبرين والميتوتريكسات، التي تثبط وظيفة الجهاز المناعي وتقلل من تناول الكورتيزون.
تتضمن أساليب العلاج الأخرى في حالات فشل التدخل الدوائي السابق ذكره إدخال الغلوبولينات المناعية عن طريق الوريد أو تبادل البلازما. يعتمد تتبع المرض على مراقبة مستويات إنزيمات العضلات في مجرى الدم، ولكنه في الأصل يعتمد على متابعة التحسن في قوة العضلات مع مرور الوقت.