أسباب الاستفراغ
يُعتبر القيء، أو التقيؤ، أو الترجيع، أو الاستفراغ (بالإنجليزية: Vomiting) تعبيرات تشير إلى عملية إخراج محتويات المعدة من الفم، وقد يحدث في بعض الحالات عبر الأنف أيضاً. ومع أن الغثيان (بالإنجليزية: Nausea) هو الإحساس الذي يسبق عملية التقيؤ، إلا أنه لا يتبعه في جميع الأحيان. يعتبر كل من الغثيان والتقيؤ أعراضاً تصاحب العديد من الأمراض والحالات الصحية، وليستا مرضين بحد ذاتهما. تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى المعاناة من الغثيان والتقيؤ، حيث يُظهر أن الاستفراغ ينجم عن تحفيز بعض التغيرات الكيميائية في الدماغ. يحتوي الدماغ على عدة مستقبلات تقوم بتحفيز منطقة معينة تُعرف بمركز التقيؤ (بالإنجليزية: Vomiting center)، عند التعرف على سموم أو اضطرابات في الجهاز الهضمي أو بعض الحالات الطبية الكامنة.
التهاب المعدة والأمعاء
يُعتبر التهاب المعدة والأمعاء (بالإنجليزية: Gastroenteritis) أحد أكثر الأسباب شيوعاً للتقيؤ بين البالغين. غالباً ما يحدث هذا الالتهاب نتيجة عدوى فيروسية مثل فيروس نوروفيروس (بالإنجليزية: Norovirus)، أو نتيجة لتناول أطعمة ملوثة بالبكتيريا. عادةً ما يُصاحب التقيؤ الإصابة بالإسهال في هذه الحالة، وجهاز المناعة غالباً ما يتمكن من مواجهة العدوى خلال عدة أيام، مع إمكانية اتباع طرق علاج منزلية لتخفيف الأعراض أثناء فترة التعافي.
الحمل
تعاني العديد من النساء من ما يُعرف بغثيان الصباح (بالإنجليزية: Morning sickness) خلال الشهور الأولى من الحمل، وهو عبارة عن نوبات متكررة من الغثيان والتقيؤ التي قد تحدث في أوقات مختلفة من اليوم. تظهر هذه الظاهرة عادةً خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل وتختفي غالباً بين الأسبوعين 16 و20.
اضطرابات الأذن الداخلية
نظراً لارتباط الأعضاء الداخلية للأذن المسؤولة عن التوازن بمراكز التقيؤ في الدماغ، يمكن أن تؤدي الاضطرابات في الأذن الداخلية، مثل مرض التهاب الأذن الداخلية (بالإنجليزية: Labyrinthitis) ودوار الحركة (بالإنجليزية: Positional vertigo)، إلى الغثيان والتقيؤ.
التهاب الزائدة الدودية
يصاحب التهاب الزائدة الدودية (بالإنجليزية: Appendicitis) أعراض متعددة، أبرزها الألم الشديد في منطقة البطن مع التقيؤ. يجب طلب العناية الطبية بشكل عاجل عند الإحساس بألم مفاجئ مستمر في البطن، حيث قد تشير هذه الأعراض إلى تمزق الزائدة الدودية. في أغلب الأحيان، يحتاج المصاب إلى إجراء جراحي لاستئصال الزائدة.
الصداع النصفي
يترافق عادةً نوبة الصداع النصفي (بالإنجليزية: Migraine) مع التقيؤ الذي يختفي بعد انتهاء نوبة الصداع. وفي هذه الحالة، يُعطى المريض الأدوية المناسبة من قبل الطبيب التي تساعد في تقليل هذه الأعراض.
الآثار الجانبية للأدوية
يُعتبر كل من الغثيان والتقيؤ آثار جانبية شائعة لعدد من الأدوية مثل بعض مسكنات الألم القوية، والمضادات الحيوية (بالإنجليزية: Antibiotics)، مثل الإريثروميسين (بالإنجليزية: Erythromycin)، وأدوية العلاج الكيميائي (بالإنجليزية: Chemotherapy) المستخدمة في علاج السرطان، بالإضافة إلى أدوية التخدير وبعض أنواع الأشعة.
الاضطرابات النفسية
يمكن أن تؤدي بعض المشاكل النفسية إلى الغثيان والتقيؤ، حيث قد تحدث بشكل غير متعمد (كما في حالة التوتر) مثل ما قد يحدث للأطفال عند الذهاب إلى المدرسة لأول مرة، أو بشكل متعمد كما في حالات النهام العصبي (بالإنجليزية: Bulimia nervosa).
متلازمة التقيؤ الدوري
تُعتبر متلازمة التقيؤ الدوري (بالإنجليزية: Cyclic vomiting syndrome) واحدة من المشاكل الصحية النادرة، حيث تتمثل بحدوث نوبات شديدة ومتكررة من الغثيان أو التقيؤ في أوقات مختلفة، بينما يشعر الفرد بشكل طبيعي خلال الفترات بين النوبات. غالباً ما تظهر هذه المتلازمة في مرحلة الطفولة وتختفي مع التقدم في العمر، لكنها قد تبدا في مرحلة البلوغ في بعض الحالات مع الاستخدام المزمن للماريغوانا (بالإنجليزية: Marijuana).
متلازمة الغثيان والتقيؤ المزمن
تُعرّف متلازمة الغثيان والتقيؤ المزمن (بالإنجليزية: Chronic nausea and vomiting syndrome) على أنها حالة من الغثيان والتقيؤ الذي لا يرتبط بمشكلة جسدية أو نفسية، بل ينجم عن اضطراب في الاتصال بين الدماغ والجهاز الهضمي. تستمر هذه المتلازمة لمدة تصل إلى ستة أشهر، حيث يعاني المصاب من الغثيان والتقيؤ مرة واحدة على الأقل في الأسبوع، ويمكن تشخيصها إذا لم يتم تحديد سبب معين للمعاناة لمدة ثلاثة أشهر بعد إجراء الفحوصات اللازمة.
الأسباب الأخرى
يتواجد العديد من الأسباب الأخرى للتقيؤ، وتشمل:
- التهاب المرارة الحاد (بالإنجليزية: Acute cholecystitis).
- تناول الكحول.
- انسداد الأمعاء، الناتج عن حصى المرارة أو الفتق.
- التسمم الغذائي.
- أمراض دماغية، مثل التهاب السحايا (بالإنجليزية: Meningitis).
- أورام الدماغ.
- استسقاء الدماغ (بالإنجليزية: Hydrocephalus).
- النزيف في المعدة.
- أمراض الجهاز الهضمي مثل القرحة الهضمية (بالإنجليزية: Peptic ulcer)، والتهاب البنكرياس (بالإنجليزية: Pancreatitis)، وأمراض الكبد، وداء كرون (بالإنجليزية: Crohn’s disease)، ومتلازمة القولون المتهيج (بالإنجليزية: Irritable bowel syndrome)، والداء البطني (بالإنجليزية: Celiac disease).
- السفر إلى دول مختلفة، مما قد يسبب تفاعلات سلبية مع نوعية الطعام والماء.
- حصى الكلى التي قد تؤدي إلى انسداد الأنبوب بين الكلى والمثانة.
- عدوى الكلى.
- ارتفاع أو انخفاض مستوى سكر الدم عن المعدل الطبيعي.
- التعرض لإصابة في الرأس.
- معاناة بعض الأشخاص من الحساسية مثل حساسية الحليب وعدم تحمل اللاكتوز (بالإنجليزية: Lactose intolerance).
التقيؤ لدى الأطفال
يمكن أن تكون أسباب التقيؤ لدى الأطفال متعددة، وغالباً ما تكون أسباباً بسيطة مثل عدوى المسالك البولية، نزلة البرد، التهاب المعدة والأمعاء (بالإنجليزية: Gastroenteritis)، أو دوار الحركة (بالإنجليزية: Motion sickness). لكن، قد توجد أسباب أكثر خطورة مثل التهاب السحايا والتهاب الزائدة الدودية (بالإنجليزية: Appendicitis). ومن المهم الإشارة إلى أن الارتجاع (بالإنجليزية: reflux)، الذي يتضمن التقيؤ بكميات قليلة من الحليب بعد الرضاعة، يعد طبيعياً لدى الرضع.
الوقاية من التقيؤ
يمكن التقليل من خطر التقيؤ عند الشعور بالغثيان من خلال بعض الإجراءات مثل الراحة، واختيار أوضاع جلوس أو استلقاء مناسبة، وتناول السكاكر المحلاة والمصاصات والعصائر الصافية مثل الصودا وعصائر الفواكه (مع تجنب عصير البرتقال والعصائر الحمضية)، ويفضل تناول السوائل المحلاة. وبشكل عام، يمكن القول إن أفضل وسيلة للوقاية من التقيؤ هي تقليل خطر الإصابة بالعدوى والمشكلات الصحية، وفيما يلي بعض النصائح للوقاية:
- الحفاظ على النظافة الشخصية: يجب تنظيف الأسطح الملوثة، والتخلص من القمامة بانتظام، وغسل اليدين بالصابون والماء قبل تناول الطعام وبعد استخدام الحمام.
- تجنب مشاركة الأدوات الشخصية: يجب عدم مشاركة المناشف وفرشاة الأسنان والملابس مع الآخرين للحفاظ على الصحة.
- الحرص على عدم نقل العدوى: في حالة الإصابة بالعدوى والتقيؤ، من المهم تعقيم الأسطح التي يتلامس معها المريض وتجنب إعداد الطعام للآخرين حتى تتوقف الأعراض.
- الامتناع عن استهلاك الكحول: إذ يمكن أن يؤدي الكحول إلى تهيج المعدة وتفاقم الغثيان.
- تجنب التوتر: يجب اتباع تقنيات الاسترخاء وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة والنوم لتفادي الغثيان الذي قد يرافق الصداع الناجم عن التوتر.
- توزيع الوجبات: يفضل تقسيم الوجبات إلى كميات صغيرة تُتناول كل 2-3 ساعات لتفادي تهيج المعدة.
- استشارة الطبيب حول الأدوية: من المهم استشارة الطبيب بخصوص الأدوية بدون وصفة طبية وتجنب أي آثار جانبية قد تتضمن الغثيان والتقيؤ.
فيديو أسباب الاستفراغ بعد الأكل
بعض الأشخاص يعانون من الاستفراغ بعد تناول الطعام مباشرة. فما هي الأسباب وراء ذلك؟ :