تشتهر منطقة الخليج العربي بفن الغوص بحثًا عن اللؤلؤ منذ أكثر من 4000 سنة، حيث كان يتم استخراج اللؤلؤ من أعماق البحار، مما كان له تأثير كبير على الاقتصاد المحلي. ومع ذلك، فقد تراجعت هذه المهنة العريقة، وسنستعرض في هذا المقال الأسباب التي أدت إلى تراجع مهنة الغوص للبحث عن اللؤلؤ.
أسباب تراجع مهنة الغوص للبحث عن اللؤلؤ
تُعتبر الإمارات العربية المتحدة، الكويت وأستراليا من أبرز الدول التي كانت تمارس الغوص بحثًا عن اللؤلؤ. إلا أن هذه المهنة شهدت تراجعًا ملحوظًا بسبب الأسباب التالية:
أولًا: دخول اليابان إلى سوق صناعة اللؤلؤ
في أوائل العشرينات، أصبحت اليابان لاعبًا رئيسيًا في أسواق اللؤلؤ. وقد تميزت بما يلي:
- تجنب تكاليف تحديات مهنة الغوص، وبدلاً من ذلك، قدمت لآلئ صناعية تضاهي الأصيلة، مما أعطاها شيوعاً كبيراً.
- قدمت منتجًا بجودة عالية وبأسعار تنافسية، مما أدى إلى تراجع صناعة اللؤلؤ الأصلي في العديد من الدول.
ثانيًا: ظهور قطاعات صناعية جديدة
تأثرت دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل خاص في هذا السياق نتيجة:
- الطفرة في القطاعات الجديدة، وعلى رأسها صناعة النفط التي أصبحت مصدراً مهماً للإيرادات للدولة.
- أدى هذا الأمر إلى تقليل الاهتمام بمهنة الغوص بحثًا عن اللؤلؤ، مما جعلها مهنة أقل رواجًا.
ثالثًا: مخاطر مهنة الغوص للبحث عن اللؤلؤ
على الرغم من استخدام بدلات الغوص الحديثة التي ساهمت في تسهيل العمليات، إلا أن هذه المهنة تظل محفوفة بالمخاطر:
- تعتبر من أخطر المهن، بسبب تعرض الغواصين لهجمات من أسماك القرش وحيوانات بحرية أخرى.
- كما يمكن أن يتعرض الغواصون للأعاصير في ظروف جوية غير مستقرة، الأمر الذي قد يؤدى إلى حوادث غرق مأساوية.
تفاصيل مهنة الغوص للبحث عن اللؤلؤ
تتطلب مهنة الغوص للبحث عن اللؤلؤ مجموعة من الشروط والتفاصيل الفنية، ومنها:
- يجب أن يمتلك الغواصون صحة بدنية ممتازة تمكّنهم من الغوص لفترات طويلة.
- يؤدي الغواصون بين 40 إلى 100 غوصة يوميًا، مع فترات قصيرة لاستعادة أنفاسهم.
- تصل أعماق الغوص إلى حوالي 37 مترًا في البحار بحثًا عن اللؤلؤ.
- يجب على الغواصين العمل لمدة لا تقل عن دقيقتين قبل السطح.
- يعود تاريخ ممارسة الغوص بحثًا عن اللؤلؤ في المكسيك إلى 7000 عام.
- كانت اللآلئ المستخرجة تمثل حوالي 95% من الدخل المحلي في العديد من الدول المعروفة بهذه المهنة.
- فكرت بعض الدول في زراعة اللؤلؤ كبديل لتقليل المخاطر المرتبطة بالغوص.
- تم تصدير اللؤلؤ الإماراتي إلى وجهات عدة، مثل روما والهند والبندقية وسيريلانكا.
- ساهمت هذه المهنة في تشكيل مدن تاريخية مثل أبوظبي ودبي.
الأدوات المستخدمة في البحث عن اللؤلؤ
لقد استعرضنا سابقًا أسباب تراجع مهنة الغوص للبحث عن اللؤلؤ، والآن سنتحدث عن الأدوات التي استخدمت خلال هذه المهنة:
- الفتام: شبكة يستخدمها الغواص لحماية أنفه من الغمر بالماء.
- الحجارة أو الأوزان الثقيلة: تستخدم لتثبيتها على قدم الغواص لضمان التوازن أثناء جمع اللؤلؤ.
- الشامشول: رداء يرتديه الغواص، وعادة ما يكون بلون داكن.
- الخبت: يعتبر كقفاز، يستخدمه الغواص في يديه أثناء جمع اللؤلؤ.
- اللدين: حقيبة يعلقها الغواص على رقبته لوضع اللؤلؤ والمحار الذي جمعه.
- إليدا: حبل يربط الغواص بسفينة الغوص لتسهيل الحركة في البحر.
- المفلجة: أداة حادة، تشبه السكين، تستخدم لفتح المحار وجمع اللؤلؤ.
- الزبل: حبل يُلقيه الغواص في البحر لتحديد عمق الماء أثناء البحث.
أبرز أماكن الغوص للبحث عن اللؤلؤ
يشير الخبراء إلى أن اللآلئ الطبيعية تتواجد بكثرة في العديد من الأماكن حول العالم، ومن أبرزها:
- الخليج العربي: حيث يتواجد اللؤلؤ والمحار بوفرة بفضل وجود أكثر من 3000 غواص، وكان ذلك شائعًا في خليج عدن والبحر الأحمر.
- أرخبيل ميرغي: على سواحل الصين وكوريا واليابان، وكذلك في أنهار الصين وسواحل شرق إفريقيا.
- أستراليا: في المسطحات المائية الداخلية القريبة من الساحل الشمالي لأستراليا.
- بحار أوروبا: بالقرب من النرويج، وإسكتلندا، والسويد، وفرنسا، والنمسا.
- أمريكا الجنوبية: تُعتبر واحدة من الأماكن الغنية بالشعاب المرجانية، خاصة على الساحل الفنزويلي.
- أمريكا الشمالية: خاصة في خليج كاليفورنيا والسواحل الباسيفيكية وخليج المكسيك وكندا.
أنواع اللآلئ المستخرجة من أعماق البحار
تتعدد أنواع اللآلئ المستخرجة، وأبرزها:
- اللؤلؤ المستنبت: هو لؤلؤ صناعي يُزرع داخل المحار الحي بتدخل بشري.
- اللؤلؤ الطبيعي: يتشكل في المحار بشكل طبيعي ويُعدّ نادرًا ويستخدم في صناعة المجوهرات.