أنواع التلوث المائي الأكثر شيوعًا ومصادره المختلفة

يُعد تلوث المياه من أخطر أنماط التلوث التي تؤثر على كافة المسطحات المائية، إذ تبرز أنواع متعددة وأسباب متنوعة تؤدي إلى ظهور هذه المشكلة. ورغم تلك التنوعات، تبقى العواقب واحدة، حيث تشكل المياه الملوثة خطرًا داهمًا على جميع الكائنات الحية، مرجعةً ذلك إلى تحول المياه إلى مياه غير صالحة للشرب نتيجة للتغيرات الفيزيائية أو الكيميائية التي قد تحدث بشكل مباشر أو غير مباشر. في هذا المقال، سنستعرض أبرز أشكال تلوث المياه ومصادرها.

أشكال تلوث المياه الأكثر شيوعًا

تتعدد أشكال تلوث المياه التي نواجهها في حياتنا اليومية، منها:

1- التلوث الطبيعي

يشير التلوث الطبيعي إلى التحولات التي تطرأ على الخواص الطبيعية للماء، مما يؤدي إلى تحويل المياه من صالحة للشرب إلى غير قابلة للاستهلاك البشري. تشمل هذه التغيرات ارتفاع درجة الحرارة، زيادة الملوحة، وتفاوت نسب بعض المواد في المياه، الأمر الذي يظهر جليًا في اللون، الرائحة والذوق.

2- التلوث الكيميائي

يعتبر التلوث الكيميائي من أخطر أشكال تلوث المياه وأشدها ضررًا على الكائنات الحية. وقد أصبح هذا النوع من التلوث مشكلة رئيسة يواجهها البشر في العصر الحديث، إذ تتسبب المياه الملوثة كيميائيًا في تأثيرات واضحة على صحة الإنسان، بما في ذلك التسمم الناتج عن وجود مواد سامة مثل الزئبق، الزرنيخ، والرصاص، بالإضافة إلى مبيدات الحشرات التي قد تصل إلينا عبر استهلاك الأسماك الملوثة.

3- تلوث المياه بمياه الصرف الصحي

للأسف، تقوم العديد من الجهات بإلقاء مياه الصرف الصحي في مصادر المياه المستخدمة للشرب، وهو عمل يجب محاسبة مرتكبيه بصرامة. إذ تؤدي مياه الصرف الصحي إلى نشر البكتيريا في الماء، مما قد ينقل أمراضًا خطيرة، ويؤدي إلى إصابة الإنسان بعدد من الأمراض الناتجة عن بكتريا مثل السالمونيلا والشيغلا، وما قد يترتب عليها من التهابات في الكلى والكبد.

4- تلوث المياه بالنفط

يمثل تلوث المياه بالنفط من بين أكثر أنواع التلوث شيوعًا وخطورة على الإنسان. يحدث ذلك بسبب تسرب النفط إلى الماء من ناقلات النفط خلال فترة الاستخراج من الآبار البحرية، أو نتيجة لتلف أنابيب النفط. بالإضافة إلى ذلك، تؤدي بعض الجهات إلى إلقاء النفط في المياه، مما يؤدي إلى تسمم الكائنات البحرية التي تصل في النهاية إلى الإنسان عبر الاستهلاك، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض كالسرطان.

5- التلوث بسبب مخلفات الزراعة

ينجم تلوث المياه بسبب مخلفات الزراعة نتيجة استخدام المبيدات الحشرية والأسمدة، حيث يتم تصريف هذه المواد دون معالجتها أو تدويرها، مما يؤدي إلى تلوث المياه بالأحماض والأصباغ، والقلويات، والمعادن السامة والمواد الضارة الأخرى.

مصادر تلوث المياه

يمكن تقسيم مصادر تلوث المياه إلى فئتين رئيسيتين:

1- المصادر الثابتة لتلوث المياه

تشمل المصادر الثابتة التلوث الناتج عن المصانع، مثل مصافي النفط ومصانع الورق، فضلاً عن تصريف مياه مصانع الأغذية والأدوية في المياه. تنتج هذه العمليات زيوتًا أو ملوثات حرارية أو مواد كيميائية سامة.

كما يمكن أن تنتج مشكلة من محطات معالجة مياه الشرب التي تصرف مياه الصرف الصحي في مياه الشرب، مما يسبب انتشار البكتيريا والمواد المغذية الضارة، وبالتالي زيادة مخاطر الأمراض.

2- المصادر غير الثابتة لتلوث المياه

تعتبر المصادر غير الثابتة من أصعب الأنواع التي تواجه البشرية، إذ غالبًا ما يكون من الصعب تحديد مصدرها. تشمل هذه المصادر الجريان السطحي من المناطق الزراعية، الذي يحمل مواد كيميائية وأحيانًا ملوثات من الغلاف الجوي، والتي قد تُنقل عبر الأمطار، أو من ترسب الملوثات من التربة إلى المياه الجوفية.

طرق تنقية المياه

توجد العديد من العمليات الأساسية لتنقية المياه، منها:

  • التصفية: وهي العملية التي يتم من خلالها إزالة الشوائب والقطع الصلبة من المياه.
  • الترويب: تهدف هذه العملية إلى إزالة المواد التي تعكر صفو المياه، باستخدام مواد كيميائية بطريقة آمنة.
  • التنديف: من خلال هذه العملية يتم تجميع الندف الناعمة المتبقية في المياه.
  • الترسيب: وهي المرحلة الثانية في ترويق المياه، حيث يتم ترسيب المواد العالقة للحصول على مياه صافية.
  • الترشيح: يتضمن ترشيح المياه لإزالة المواد المتبقية التي لم تُزال في عملية الترسيب، غالبًا باستخدام الرمل.
  • التعقيم: تتضمن هذه المرحلة تعقيم المياه باستخدام الكلور أو الأوزون أو الأشعة فوق البنفسجية، بهدف القضاء على البكتيريا الضارة.

من الضروري عدم استخدام المياه الملوثة في الزراعة، الاستحمام، الشرب أو الغسيل، حيث يمكن أن تؤثر البكتيريا الموجودة في الماء سلبًا على صحة الإنسان، مما يؤدي إلى تلف المحاصيل وزيادة فساد إنتاج الأرض.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *