تتعدد أسباب التغير المناخي، ويتصدر الإنسان قائمة هذه الأسباب من خلال انبعاثات الغازات الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري، مما ساهم بشكل كبير في التحولات المناخية الحالية.
أسباب التغير المناخي
الأسباب البشرية
يعد الإنسان العامل الأساسي وراء تغييرات المناخ وزيادة درجات الحرارة على مدار السنوات الماضية، حيث أدت الزيادة في النشاط الصناعي إلى ارتفاع مستويات الغازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروجين.
لذا، من الضروري أن نفهم الأنشطة الرئيسية التي يمارسها الإنسان والتي تسهم في تغير المناخ، وهي كالتالي:
إزالة الأشجار والغابات
- تعتبر إزالة الغابات من العوامل الجوهرية التي تساهم في تغير المناخ، حيث يقوم الإنسان بإزالة الأشجار لاستغلال الأراضي لأغراض الزراعة أو بناء العقارات.
- هذا الأمر يؤدي حتماً إلى الاحتباس الحراري، حيث إن الأشجار تلعب دوراً مهماً في امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون خلال عملية البناء الضوئي، وتخزين الكميات الزائدة لنموها.
- لذلك، فإن تدمير الغابات يسفر عن زيادة نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
- كما أن إزالة الغابات تؤثر سلباً على نمط هطول الأمطار، إذ تلعب الأشجار دوراً في تقليل مخاطر الفيضانات والجفاف من خلال تنظيم أمطار السماء.
- وأخيراً، تساهم إزالة الغابات في تغيير طبيعة الأرض، مما يعرض السطح لمزيد من أشعة الشمس، مما يزيد من درجة الحرارة الممتصة.
الصناعة
- تؤثر الصناعة بشكل كبير على البيئة وتعتبر سبباً رئيسياً في حدوث التغير المناخي، خاصة مع ازدحام الآلات الحديثة التي جاءت لتحل محل الأيدي العاملة.
- أدى انطلاق الثورة الصناعية إلى زيادة استخدام الوقود، مما ساهم في تفشي انبعاثات الغازات الدفيئة.
- إلى جانب ذلك، أدت زيادة التصنيع إلى هجرة الأفراد من المناطق الريفية إلى الحضر بحثاً عن فرص عمل، مما زاد التلوث وتوسع المناطق العمرانية وبالتالي المزيد من إزالة الغابات.
- جميع هذه العوامل أسفرت عن زيادة تراكم الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، مما أدى بدوره إلى تغير المناخ وحدوث احتباس حراري على سطح الأرض.
الزراعة
- تلعب الزراعة دوراً حاسماً في تغير المناخ، حيث استخدم الإنسان الأراضي الواسعة التي تم تطهيرها من الغابات لأغراض الزراعة.
- لكن هذه الأنشطة المرتبطة بالزراعة تتضمن استخدام الأسمدة الاصطناعية والتقنيات الحديثة لزيادة الإنتاج، مما أدى إلى انبعاث مزيد من الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
- وهناك العديد من المراحل المتعلقة بإنتاج الغذاء، والتي تطلق كميات كبيرة من الغازات مثل تخزين، نقل، وتغليف المواد الغذائية.
- كما أن تربية الحيوانات تسهم في إنتاج غاز الميثان بفضل عمليات الهضم الداخلية.
- علاوة على ذلك، تنبعث انبعاثات من حقول الأرز، وينبغي عدم إغفال تأثير النفايات الكيميائية الناتجة عن الممارسات الزراعية على تغير المناخ.
يمكنكم أيضًا التعرف على:
الأسباب الطبيعية
على الرغم من أن تغير المناخ يمكن أن ينتج عن أسباب طبيعية، فإن تأثير هذه الأسباب غالباً ما يكون ضئيلاً جداً، وما نشهده اليوم من تغيرات مناخية واحتباس حراري ليس له علاقة بتلك العوامل الطبيعية.
ومع ذلك، إليكم بعض الأسباب الطبيعية التي قد تؤثر على المناخ على المدى الطويل:
الإشعاع الشمسي
- على مر التاريخ، أثر إشعاع الشمس على درجة حرارة سطح الأرض، ولكنه لا يمثل السبب الكافي لزيادة الحرارة الحالية.
- فالشمس قد تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي، ولكنها لا تسبب ارتفاع حرارة الطبقة السفلية من الأرض.
الانفجارات البركانية
- تطلق البراكين غازات دفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون، لكنها تعادل حوالي نصف نسبة الانبعاثات الناتجة عن النشاط البشري.
- لذا فلا تعتبر البراكين سبباً رئيسياً في الاحتباس الحراري، ورغم تأثيراتها على مناخ الأرض، إلا أن تأثيرها يتركز أكثر في عملية التبريد.
- فالجزيئات الصغيرة التي تطلقها البراكين مثل جزيئات الهباء الجوي تساعد في تبريد الأرض.
دورات ميلانكوفيتش
- تنشأ هذه الدورات نتيجة ميل محور كوكب الأرض خلال دورانه حول الشمس، مما يسبب تغيرات في كمية إشعاع الشمس الوارد.
- لكنها لا تؤثر على درجة حرارة الأرض بشكل مباشر، وتحدث على فترات زمنية طويلة تمتد لمئات أو آلاف السنين.
- لذا، لا يمكن اعتبار هذه العوامل سبباً رئيسياً للتغير المناخي الحالي.
ظاهرة التذبذب الجنوبي
- تحدث هذه الظاهرة بسبب التغيرات في درجات حرارة المياه في المحيط الهادئ، وتعرف بـ “النينو” و”النينيا”.
- هذه الظواهر تحدث لفترات زمنية قصيرة، لذا فهي غير مرتبطة بالاحترار المستمر الذي نشهده حالياً.