أهداف الشعر في العصر المملوكي وأنواعه وميزاته

تعتبر أغراض الشعر في العصر المملوكي من المواضيع الأساسية التي تهم كل المهتمين بالشعر وبالتاريخ الأدبي القديم. يعد العصر المملوكي من أبرز العصور التي شهدت ازدهار الشعر العربي. في هذا المقال، سنستعرض أغراض الشعر وأنواعه وخصائصه المميزة في تلك المرحلة التاريخية.

أغراض الشعر في العصر المملوكي

تشمل أغراض الشعر في العصر المملوكي ما يلي:

  • السعي وراء الركاكة والتقليد والسعي نحو الألفة.
  • كان الشعر وسيلة للتعبير عن أغراض الشاعر المختلفة.
  • استُخدم الشعر لوصف معاناة الناس ومشاكلهم.
  • التعبير عن التعليل الجيد، حيث كانت النقد يقابله مدح.

أنواع وخصائص الشعر في العصر المملوكي

يتضمن الشعر في العصر المملوكي مجموعة متنوعة من الأنواع، ومنها الشكوى، المعاناة، والنقد الاجتماعي. سنستعرض الأنواع الأخرى بشكل موجز أدناه:

1- شعر الجهاد

تطور هذا النوع من الشعر في سياق محاربة المغول، الذي كان له تأثير مدمر على الدولة الإسلامية آنذاك. ومن خصائص شعر الجهاد في هذا العصر:

  • استخدام الشعارات البديعة التي نالت إعجاب الناس في تلك الفترة.
  • التأثر بشعر الحماسة من العصر الإسلامي السابق، وخاصة شعر أبي تمام الذي عُرف في حروب العباسيين.
  • تبني النزعة الإسلامية والتأثر بالحديث الشريف والقرآن الكريم.

2- شعر المدائح النبوية

اشتُهرت المدائح خلال حياة الرسول صلى الله عليه وسلم واستمرت حتى عصر المماليك. غنى الشعراء بمدح النبي صلى الله عليه وسلم تعكس التقوى والمحبة لهذا الدين، وقد بدأ المادحون بوصف شخصية النبي الكريم والتعبير عن محبتهم له. من الأمثلة على شعر المدح النبوي في العصر المملوكي:

محمد تاج رسل الله قاطبة

محمد صادق الأقوال والكلم

محمد باسط المعروف جامعة

محمد صاحب الإحسان والكرم

محمد أشرف الأعراب والعجم

محمد خير من يمشي على قدم

3- شعر التصوف

ظهر التصوف في ظل الإسلام، واستخدم الشعراء معاني مستمدة من القرآن والسنة. ومن خصائص هذا النوع من الشعر:

  • استعمال الشعراء لمصطلحات خاصة بالتجربة الصوفية.
  • تركيزهم على تجاربهم الروحية فقط.
  • طول القصائد كمظهر من مظاهر هذا الشعر.

شعراء العصر المملوكي

هنا نستعرض بعض الشعراء البارزين في العصر المملوكي مع لمحة عن حياتهم:

1- ابن خلدون

عبد الرحمن بن محمد بن خلدون، مؤرخ وفيلسوف وُلد في إشبيلية، وترعرع في تونس، ثم انتقل إلى غرناطة ومصر. من قصائد ابن خلدون:

على أي حال لليالي أعاتب

وأي صروف للزمان أغالب

كفى حزنا إني على القرب نازح

وإني على دعوى شهودي غائب

2- أبو حامد الغزالي

محمد بن محمد بن الغزالي طوسي، معروف باسم الفيلسوف الذي ألّف أكثر من 200 مؤلف. وُلِد في الطابران واستمر في السفر بين نيسابور وبغداد والحجاز والشام ومصر. ومن قصائد الغزالي:

يَا رَبِّ رَأسي ضَرَّني

مِن وَجَعٍ فِيهِ سَكَن

أنتَ اللَّطِيفُ لِما تَشَاء

إنّكَ لَو شِئتَ سَكَن

خَلَقتَ عَرشاً فَوقَ مَاء

باسم لَطِيفٍ قَد سَكَن

فَعَافِني وَدَاوِنِي

يَا مَن لَهُ الرِّيحُ سَكَن

3- الطغرائي البغدادي

الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد، وُلِد في صبهان وعُرف بلقب الأستاذ، واشتهر بالعلم:

إنّ قوماً فارقتُهم ملكوا الأم

رَ وبيني وبينهم شحناءُ

عِفتُ إِحسانَهم وخِفْتُ أَذاهم

ومع الخَوف لا يطيبُ الثَّواءُ

منهم في الرِّقاب غِلٌّ ثقيلٌ

لقد تمتاز فترة العصر المملوكي بتنوع أغراض الشعر وأنواعه، حيث تجلت فيها مواضيع لم تشهدها الساحة الأدبية العربية من قبل. ومع تطور الحياة وإندماج القبائل العربية مع الثقافات الأخرى، أصبح الشعر يعبر عن أبعاد متعددة وأهداف متنوعة.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *