الحب
يعد الحب من أهم احتياجات الإنسان، فالقيمة الحقيقية للفرد لا تكمن في ماله أو منصبه، بل في قلبه وعلاقاته، حيث تعبر كلمة “حبيب” أو “حبيبه” عن التضحية، وتعكس صدق المشاعر والعطاء المتبادل. فالشخص المقرب لنا هو من نمنحه الثقة لإفشاء أسرارنا.
أروع ما قيل عن الحبيب
- الحب الصامت هو أروع أنواع الحب، ولكنه يعد بمثابة انتحار بطيء.
- من يكتم حبه في قلبه يموت مختنقاً بذلك.
- قد يكون سبب كتمان الحب هو الحفاظ على المحبوب، وهذا يدل على الوفاء وكرم الأخلاق.
- الحب يبدأ من الإعجاب أو موقف يثير الشفقة، وحين تتركز المشاعر في شخص معين، يبدأ التفكير والخيال في الانجذاب له.
- إذا كان جمال الشخص هو ما يُولد الحب، فإن الحنان هو الذي يحفظه.
- الحنان يمثل أول درجات الحب، في حين أن الشفقة تشكل أولى مراحل الغرام.
- الرجل هو دمعة رقيقة، أما المرأة فقد خلقت لتكون المنديل الذي يمسحها.
- سأعانق نفسي كلما اشتقت إليك، فأنت تجسيد لي.
قصيدة عفا الله عن ذاك الحبيب وإن جنى
قصيدة “عفا الله عن ذاك الحبيب وإن جنى” هي عمل للشاعر العراقي عبد الغفار الأخرس، الذي يمتاز بشهرته في الوسط الأدبي ببغداد. وُلِد في مدينة الموصل عام 1218 هـ / 1804 م، وقد نال شهرة واسعة بسبب موهبته الشعرية، وتم تلقيبه بالأخرس بسبب تلعثمه.
عفا الله عن ذاك الحبيب وإنْ جنى
دعاني به المشتاقُ في صدِّه العنا
قَسا قَلْبُه في قول واشٍ وحاسدٍ
وعهدي به رطب المحبّة ليّنا
من الغيد فتّاك بقدٍّ ومقلة
إذا لاح وسنانُ النواظر بالسنا
ففي لحظه استكفى عن الضرب بالظبا
وفي قدّه استغنى عن الطعن بالقنا
فأَينَ غصونُ البان منه إذا انثنى
وأينَ الظباء العُفر منه إذا رنا
فيا سالبي صَبري على البعد والنوى
ويا مُلبسي ثوباً من السُّقم والضنى
لقد فتنتني منك عينٌ كحيلةٍ
وما خُلِقت عيناك إلاّ لتفتنا
وليلٍ بإرغام الرقيب سهرته
كأنَّ علينا للكواكب أعينا
نَعْمنا به من لذّة العيش ليلة
وقد طافت الأقداح من طرب بنا
فمنْ كأس راح للمسرات تحتسي
ومن ورد خدٍّ ما هنالك يجتنى
إلى أنْ ذوى روض الدجى بصباحه
وبدَّلَ من وردِ البنفسج سوسنا
أعدْ ذكر هاتيك الليالي وإنْ مضت
ولم تَكُ بعد اليوم راجعة لنا
إذا ما جرت تلك الأحاديث بيننا
أَمالَ عليها غصنَه البانُ وکنحنى
وإنْ عرض اللاّحي ولام على الهوى
فصرّح بمن تهوى ودَعْني من الكنى
إلى الله أشكو من تجنّيه شادناً
أَحِلُّ مكاناً في الحشى فتمكّنا
أشيرُ إلى بدرِ الدجنّة طالعاً
وإيّاه يعني بالإشارة من عنى
ويا ويحَ قلبي كيفَ يرمين أعينٌ
تعلَّمنَ مرمى الصيد ثم رميننا
خليليَّ هلْ أحظى بها سنة َ الكرى
لعلَّ خيالاً يطرقُ العينَ موهنا
فما أنا لولا النازحون بمهرقٍ
فُرادى دموع ينحدرنَ ولا ثُنا
رعَيْتُ لهم عهداً وإن شطّت النوى
بهم وکستبين الودُّ بالصدق معلنا
وإنّي لأرعى للمودَّة حقّها
ولا يهدمنَّ الودَّ عندي من بنى
ولا خير في ودّ امرئٍ إنْ تلوّنت
بيَ الحال من ريْب الزمان تلوُّنا
حبيبٌ إليَّ الدهرَ من لا يريبني
ويرعى مودّات الأخلاّءِ بيننا
وكلّ جواد يقتني المال للندى
وينفق يوم الجود أنفس ما اقتنى
لئن كنت أغنى الناس عن سائر الورى
فما لي عن سلمان في حالة غنى
إذا هَتَفَ الداعي مجيباً بکسمه
زجرتُ به طيراً من السعد أيمنا
تأمَّلتُ بالأشراف حسناً ومنظراً
فلم أرَ أبهى من سناه وأحسنا
بأكرمهم كفّاً وأوفرهم ندىً
وأرفعِهم قَدَراً وأمنعِهم بِنا
وكم حدَّثوا يوم الندى بحديثه
فقلتُ أحاديث الكلام إلى هنا
وما زال يروي الشعر عن مكرماته
حديث المعالي عن علاه معنعنا
بكلّ قصيدٍ يحسُد العقد نظمها
تفنَّنَ فيها المادحون تفنّنا
بروحي من لا زال منذُ عَرَفْتُه
إذا ما أساءَ الدهرُ بالحرّ أحسنا
نبا لا نبا عنّي بجانب ودّه
ومن لي به لو كان بالوَرْدِ قد دنا
وبي فيه من حُرِّ الكلام وجَزله
مقالٌ من العتبى وعتبٌ تضمَّنا
إذا برزت لي حجة في عتابه
أعادت فصيح النطق بالصدق ألكنا
أبا مصطفى إني وانْ كنت أخرساً
فما زال كلّي في ثنائك أسنا
أبا مصطفى أمّا رضاك فمُنْيَتي
ومن عَجَبٍ فيك المنيَّة والمنى
إذا كان عزّي من لدنك ورفعتي
فلا ترتضِ لي موطن الذل موطنا
ألستُ امرأً أنزلتُ فيك مقاصدي
بمنزلة تستوجب الحمد والثنا
وشكرانُ ما أوليتنيه من النّدى
لمتخذِ المعروف في البرّ ديدنا
وما كان ظنّي فيك تصغي لكاذب
وتقبل قول الزور من ولد الزنا
فتبدلني بعد المودَّة ِ بالقلى
وتغضب ظلماً قبلَ أنْ تتبينا
وأنْتَ الذي جَرَّبتني وَبَلْوتَني
وأَنْتَ الذي في الناس تعرف من أنا
أبيٌّ أشمُّ الأنف غيرُ مداهن
قريب من الحسنى بعيدٌ عن الخنا
صددت وأيم الله لا عن جناية
وما كان لا والله صدّك هيّنا
أبنْ واستبن أمراً تحيط بعلمه
لعلك أنْ تَستكشِفَ العذر بيننا
وهبني مسيئاً ما يزعمونني
بلائقة ٍ منهم فكن أنتَ محسناً
وسرَّ إذنْ نفسي ودع عنك ما مضى
فلا زلتَ مسروراً ولا زلتَ في هَنا
تأملات حول الحبيب
تسأليني عن سيرتي الذاتية، فكيف لي أن أجيب سوى بأنك كنت البداية الجديدة في حياتي يوم التقيتك. أصبحت صورتك تتصدر خيالي في كل الأوقات، في ساعات العمل والراحة، في حديثي وصمتي، في فرحي وألمي. أصبحت تسري في دمي كما تسري همسات صوتك في أذني، وبريق عينيك هو النور الذي يجذبني. ضوء ابتسامتك يشفي أحزاني، وكلماتك تلتئم جروحي. شوقي إليك يقضي على ملل حياتي، فماذا أكتب في سيرتي الذاتية؟ أنتِ كامنة في كل كلمة وكل عبارة. حتى حروف اسمي باتت نغمات حياتي منذ أن دخلت عالمها، فهل ستبقين أم تتركين سيرتي الذاتية بلا هوية؟ لأنك أنتِ هويتي.
ألم تلاحظي في عينيّ كيف أسأك، هل أسيرٌ إلى عشقك وكأنك تملكين مفاتيح قلبي وروحي؟ كيف لي أن أتحرر من مشاعرك وقد ذابت ملامحك داخلي حتى أنني لم أعرف معنى الحياة دونك.
بين الحين والخين، يداعب الحنين قلبي واحيانًا يختلط الأنين بأشواق لأحبة يسكنون شرايينه. منهم من هو حاضر لكن لا تراه العين، ومنهم من هو بعيد لكن الحب يسجنه بالقلب.
عندما صرتٍ أنتِ البحر، لم أكن ألوح لهم طلباً للنجاة، إنما كنت أودعهم وأنا مستمتعة. أنت ابتساماتي في الحزن، ودعائي عند المرض، أنتِ الأمان عند خوفي، وهم جميعاً عند رحيلهم.
رسائل إلى الحبيب
الرسالة الأولى:
بالله يا قلبي، اخفِ حبك،
واحتفظ بآلامك عمن يراك،
تـغـنم،
من يبوح لك بالأسرار كالأحمق،
فالصمت والكتمان أبرع لصاحب الهوى،
بالله يا قلبي، إذا جاءك،
مستعلم يسأل عن حالك،
فاكتم.
الرسالة الثانية:
يسألني الحبيب ماذا أريد منك؟
دعني أوضح لك، أريد منك الأمان،
والحنان والوطن،
والبيت والظل،
ودفئ القلب،
أريد حياتي،
أريد ماضيك، حاضرنا ومستقبلنا،
أريد منك نظرة عين تخبرني أني بخير،
وأريد لمسة يعيد الأمان لقلبي،
ودموعاً لا تنزل إلا من شدة الفرح،
خته أريدك، ببساطة.
الرسالة الثالثة:
تُعبر أجمل الكلمات المخفية في العيون،
التي لا تستطيع كل اللغات التعبير عنها،
فكيف لي أن أكذب أمام عينيك، وهما يحملان دفء السنين،
وضوء ساحر يجذبني،
وأخشى عليك من عيون الحاسدون،
وبيدي أستطيع حجبهم عن كل الموجودين.