الأم
تعتبر الأم مصدراً للضوء الذي ينير قلوبنا في أوقات الظلام، فهي تمثل الأمان والاطمئنان في مواجهة فوضى الحياة. تُعد الأم دواءً لكل ألم يعترينا، وهي تاج يزيّن رؤوسنا، تمثل الحظ الجيد والدفء الذي لا ينضب. الأم هي نبض حيواتنا، وأدعو الله أن يحمي أمي من الليالي الثقيلة، وأن ينزاح عنها همٌّ وثقلٌ يشوّش صفو حياتها، فهي وحدها الكل، وهي الحياة بأسرها. وقد عبّرت العديد من القصائد عن مكانة الأم، وفي هذا المقال سنستعرض بعضاً من أبرزها.
أبيات شعر عن الأم
أغوى امرؤٌ يوماً غلاماً بسيطاً
بنقوده، حتى ينال مراده
قال: ائتني بفؤاد أمك يا فتى
ولك الدراهم والجواهر والدُرر
فانطلق وأغرز خنجراً في قلبها
وعاد بالقلب مجروحاً على الأثر
لكنه من شدة سرعته هوى
فتدحرج القلب المتعفر حين عثر
ناداه قلب الأم وهو غارق في الحزن:
ولدي، حبيبي، هل أصابك من ضرر؟
فكأن هذا الصوت رغم حنانه
كان غضب السماء على الوليد قد انهمر
ورأى فظيعة ما تم بيديه
لم يسبق لأحد أن قام بها في تاريخ البشر
فارتد نحو القلب ليغسله بما
فاضت به عيناه من سيل العبر
يقول يا قلب انتقم مني ولا تغفر
فإن جريمتي لا تُغتفر
واستل خنجره ليطعن صدره طعناً
ستبقى عبرة لمن يعتبر
ناداه قلب الأم: كفَّ يدك
ولا تذبح فؤادي مرتين على الأثر
شعر جميل عن الأم
لو كتبت الأشعار من مطر ما
أنصف الشعر قلبها في كلامي
قلبها زهرٌ من جنان نعيم
فاح في مولدي كما في أيامي
لا أرى فوق الأرض عشقاً سواكِ
كيف أهوى من البقية يا قوامي؟
كيف أجزي من تمنحني الخبز؟
إن جعتُ كنتِ طعامي
كيف أُخزي من تمنحني عطراً؟
إن عطشتُ للدعاء، صلت أمامي
شعر فصيح عن الأم
أيا أمي،
رأيتك منذ فجر الكون
شمس حضارة بزغت،
تبث الدفء
ملء صقيعه الشاكي
توقظ سباته الداجي
تحيل الليل أنواراً
وحكاماً جبارين،
وشعباً خاضعاً فطناً،
رأى في الكون متحفه؛
فعيش يهدهد الجبال
ينحّت صخور أضلعها
بدائع من الرفيف الفني أبكاراً
روائع لم تزل غلفاً
تطل كما عذاري الزهر
من أكمامها خفرًا
فتسحر أعين الرائين
إذ تبدو وتستخفي؛
فتحفظ في حنايا الكمّ
أخباراً وأسراراً
كأن صخورها الصمّاء
قد فقهت حديث الحب
بين بنان ناحتها،
فصيرتها لفيفا من عجين الخبز والحلوى
تشكل، ترقش، وتودعها في الأيام
مخزوناً وأسراراً
فيحسب صخره من زار
شخصاً نابضاً حيا
يحادثه، يطارحه
حديث العشق والنجوى،
ويغوص فيه، يحضنه
يخال الصخور بين يديه
أحباءً وسُمَارًا!
فلا زالت بك الآثار معجزة
بعصر العلم والأفذاذ معجزة
تطير لها عقول القوم
من عجب، فيصرخون ملء الكون
إجلالاً وإكباراً
إذا هامت بها الألباب
من كل الدنيا شغفاً؛
همت لمواكب الألباب
تذكرة وإنذاراً
تُذل بها عروش الكبر
خشعة،
وتعلمهم بأنهم
على ما بلغوا في العلم
لا يعدون أصفاراً
وأن لكل ذي علم
عليماً فوقه يعله أطواراً
وفوق العرش رب الكون
يعلم ما تطير له عقول الخلق
أبراراً وفجاراً
وتنذرهم بأن بدائع الأفهام
أن خوارق الأجسام
لا تغني من الجبار
جل جلاله شيئاً،
إذا لم ترضه رباً يسوس الخلق
رحمنًا وقهّاراً
وأن جنود رب العرش
ملء الكون قادرة،
فما إن ينفجر الفرعون
في سفيه ويستعلي؛
فإن الماء في شوق
يجوب البحر مواراً
أجمل أبيات شعرية عن الأم
أمي يا ملاكي يا حبي الباقي إلى الأبد
ولم تزل يداكِ أرجوحتي ولم أزل ولد
أماه يا أماه
ما أحوج القلب الحزين لدعوة
كم كانت الدعوات تمنحني الأمان
قد صرت يا أمي هنا
رجلاً كبيراً ذا مكان
وعرفت يا أمي كبار القوم والسلطان
لكنني، ما عدت أشعر أنني إنسان
أحن إلى خبز أمي
وقهوة أمي
ولمسة أمي
وتكبر فيَّ الطفولة
يومًا على صدر يومِ
وأعشق عمري لأني
إذا متُّ، أخجل من دمع أمي!
أيا شعلةً في الخافقات توهجتْ
أنرتِ سبيل الليل في كل حقبةٍ
تطل عيون الأم في كل كربةٍ
إذا حل جدب القلب تهطل أنعما
فهذا سبيل الأم أثوى مكارماً
بخير يدٍ إن الأنام تعلما
وإن جاد غيثٌ في السبيل تيمماً
رأينا صلاة الروح منها متمماً
بوركت من حرف يخطّ لها
بالنبض حباً ثم قبّلها
لله ما أحلاه في شغفٍ
يهدينا من الأبيات أجملها
روح بها روحي معلّقة
لله درّي إن أكُن ولها
أمي ومن إلّا تُخلّدني
شعراً وما أبهى الحروفُ لها