تعد أسباب احتباس البراز في القولون من القضايا الصحية البالغة الأهمية، حيث تؤثر أي عيوب تحدث خلال عملية الهضم بشكل كبير على صحة الإنسان. فعند تناول الطعام، يتم هضمه وتحليله في المعدة ثم تنتقل المواد المغذية عبر الأمعاء الدقيقة والقولون. ومع ذلك، قد تظهر مشكلات في بعض الأحيان أثناء هذه العملية.
تؤدي هذه المشكلات إلى احتباس البراز وتراكمه في القولون. سنتناول في هذا المقال تفاصيل هذا الموضوع، لذا ندعوك عزيزي القارئ لمتابعتنا.
ما هو تراكم البراز؟
- تعتبر السيطرة على عملية التغوط (إفراز الأمعاء) قدرة إرادية تتمثل في التخلص من البراز.
- يعتمد هذا التحكم على وظيفة العضلة العاصرة الشرجية والمستقبلات الحسية السليمة في المستقيم وفتحة الشرج، والتي تعمل على تجميع الكميات الطبيعية من البراز في المستقيم.
- تتطلب عملية التغوط تنسيقًا بين عدة أنظمة عاكسة، حيث يتراكم البراز بشكل كثيف خلال فترة قصيرة، مما يؤدي إلى تراكمه في المستقيم. إذا استمر احتباس البراز، قد يحدث تسرب للبراز السائل عبر فتحة الشرج.
- إذا استمرت هذه الحالة، فقد تؤدي إلى تمدد جدار المستقيم.
- يعد احتباس البراز شائعًا بشكل خاص بين الأطفال في سن المدرسة وكبار السن، حيث يعاني حوالي نصف الأطفال من انقباض فتحة الشرج أثناء التغوط، بدلاً من الاسترخاء.
- تعتبر هذه العملية مكتسبة وطوعية، لكنها تتم بشكل لا إرادي نتيجة لعادات الأمعاء غير السليمة مثل تأخير حركات الأمعاء لأسباب اجتماعية أو الخوف من الألم الناتج عن التجارب السابقة.
- غالبًا ما يشتكي الأطفال من آلام في البطن وعدم الراحة بسبب الإمساك، ويكون النظام الغذائي لدى هؤلاء الأطفال غالبًا منخفضًا في الألياف. وغالبًا ما يتجاهل الآباء الإمساك لأن الطفل قد لا يشتكي، لكن في الحالات المتقدمة، قد يؤدي تراكم البراز إلى تسريب غير متحكم فيه.
- في كبار السن، يحدث احتباس البراز بشكل رئيسي لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الحركة أو الذين يتناولون أدوية معينة، أو من هم مصابون بأمراض عصبية أو لديهم عادات غذائية غير سليمة.
شاهد أيضًا:
تشخيص تراكم البراز
- يتم تأكيد التشخيص من خلال الفحص الشرجي، حيث يمكن أن يكون البراز مرئيًا، وعادةً ما يكون المستقيم على الأشعة السينية للبطن فارغًا في حوالي 30٪ من الحالات، دون وجود أي كتلة برازية.
ما هي أضرار عدم التبرز؟
- قد تؤدي حالة عدم القدرة على التبرز أو احتباس البراز إلى العديد من المشكلات الصحية، وأهمها:
هبوط أو تدلي المستقيم
- يكون المستقيم في نهاية الأمعاء الغليظة ومنطقة الشرج، ويمتد تدلي المستقيم نتيجة الضغط المستمر الناتج عن احتباس البراز، مما قد يتسبب في خروج المستقيم من الجسم أو حتى جزء منه.
- يجب الإشارة إلى أن هذا التمدد قد يسبب آلامًا شديدة، وقد لا يكون ذلك مصحوبًا بالنزيف في بعض الحالات.
البواسير
- تنتج البواسير عادةً عن تورم الأوردة حول المستقيم وفتحة الشرج نتيجة الضغط الناتج عن مرور البراز.
- في بعض الحالات، قد تتسبب أيضًا في الحكة والألم والنزيف، حيث يمكن أن يتجمع الدم في البواسير، مما يؤدي إلى تكوين كتل مؤلمة وصعبة، بالإضافة إلى إمكانية ظهور أعراض جلدية أو جلطات دموية أو التهابات.
الشقوق الشرجية
- يمكن أن تؤدي عملية التغوط إلى حدوث تمزقات تتجلى كشقوق حول فتحة الشرج، مما يسبب آلامًا وحكة ونزيفًا.
- يعتبر معظم الأشخاص الذين يعانون من هذه الشقوق من الأطفال، حيث يكون خوفهم من الألم أثناء التغوط أحد الأسباب، ويحتاج علاجهم عادةً إلى أدوية أو جراحة.
ماهي أعراض تراكم البراز في القولون؟
تتضمن أعراض تراكم البراز في الجسم العديد من الأعراض الخطيرة التي تحتاج إلى تدخل طبي، مثل:
- تسرب البراز.
- آلام في البطن، انتفاخ، وعدم الراحة.
- الشعور بالحاجة لضغط داخلي.
- غثيان واستفراغ.
- صداع.
- فقدان الوزن بدون سبب واضح.
- فقدان الرغبة في تناول الطعام.
إذا تفاقمت الحالة، قد تتطور الأعراض لتشمل:
- سرعة ضربات القلب.
- الجفاف.
- تسارع في التنفس.
- ارتفاع درجة الحرارة.
- ارتباك وتهيج.
- سلس البول.
تابع أيضًا:
أسباب وعوامل خطر تراكم البراز في القولون
بعد أن تعرفنا على الأعراض المرتبطة بهذه الحالة، من المهم معرفة الأسباب. يتمثل السبب الأساسي لتراكم البراز في الجسم في الإمساك، مما يجعل إخراج البراز أمرًا صعبًا. وعادة ما يحدث هذا بسبب العوامل التالية:
- تناول أدوية معينة.
- نقص بعض العناصر الغذائية الأساسية.
- الجفاف.
- انخفاض تناول الألياف الغذائية.
- الإصابة بأمراض مثل السكري أو أمراض الغدة الدرقية.
- نوبات متكررة من الإسهال.
- مشاكل في الجهاز الهضمي.
- انسداد معوي.
- مضاعفات جراحة القولون.
- التقيؤ المستمر.
- التوتر.
- اضطراب الرحلات الجوية الطويلة.
طرق علاج تراكم البراز في القولون
- توجد عدة علاجات للقضاء على تراكم البراز في الجسم، وسيقوم الطبيب بتحديد الأسلوب الأنسب بناءً على حالتك الصحية:
استخدام الملينات
- تعتبر الملينات الفموية من أسس العلاج للقضاء على تراكم البراز، حيث تساعد هذه الأدوية في تنظيف القولون وإزالة تراكم البراز.
العلاج اليدوي
- إذا لم تنجح الملينات، قد يعتمد الطبيب على إزالة البراز المدّخر يدويًا.
حقنة شرجية
- إذا عجز الطبيب عن معالجة الانسداد تمامًا، يمكن استخدام حقنة شرجية، حيث يتم ضخ السوائل في المستقيم والقولون لتليين البراز.
التحاميل الشرجية
- تُدخل التحاميل الشرجية في المستقيم لجلب الماء إلى المنطقة لتليين وتحطيم البراز، مما يعزز من إخراجه.
معالجة الري بالمياه
- تشمل هذه الطريقة تمرير أنبوب رفيع متصل بجهاز معين عبر المستقيم وضخ الماء، حيث يقوم الطبيب بتدليك البطن بحركات دائرية لإزالة البراز.
العلاجات المنزلية
- اعتمد نظامًا غذائيًا صحيًا غنيًا بالألياف، ومارس النشاط البدني، وتأكد من شرب كميات كافية من الماء.
- يمكن استخدام أدوية لتخفيف أعراض الانتفاخ ومنتجات بروبيوتيك مثل الزبادي.
- تشمل الأعشاب الأخرى المفيدة شاي النعناع والشمر والبابونج والكزبرة، ولكن إذا كانت الأعراض ناتجة عن مرض خطير، يجب مراجعة الطبيب لعلاج المشكلة.
اقرأ أيضًا:
طرق الوقاية من تراكم البراز في القولون
من المهم حماية نفسك من هذه المشكلة، ويمكنك القيام بذلك عبر:
- شرب كمية كافية من الماء والسوائل يوميًا.
- تناول مزيد من الأطعمة الغنية بالألياف.
- تخفيف كمية الأطعمة الغنية بالسكر.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
عوامل الخطر
هناك بعض العوامل التي قد تزيد من خطر احتباس البراز، ومنها:
- العمر، حيث يعد الأطفال وكبار السن الأكثر عرضة للإصابة.
- بعض الأمراض المعوية والمستقيمية مثل مرض هيرشسبرونغ ومرض شاغاس.
- تناول كميات غير كافية من المياه.
- تبني نظام غذائي منخفض الألياف.
- تاريخ من الإمساك.
- التعرض لإصابة في الحبل الشوكي.
- الإصابة بحالات صحية معينة مثل الاكتئاب وأمراض الغدة الدرقية.