تأثير صنع المعروف على فاعله
إنّ لصنائع المعروف تأثيراً عميقاً على فاعلها يتجلى في الأبعاد التالية:
عناية الله بالعبد
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-: “من نفّس عن مؤمن كُربةً من كُرَب الدنيا، نفس الله عنه كُربةً من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً، ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.”
إنّ عون الله للعبد المسلم ينكشِف من خلال مكافأته له نظير أعماله، فكلما قام أحدهم بالحرص على مساعدة أخيه، كان الله هو خير من يتولى شؤونه. وعندما يفرّج الله كربةً، يمنح عطاءً عظيماً في الآخرة، ومن يسعى لستر الآخرين يجد ستر الله له في الدنيا والآخرة، حيث يكون العبد في أشد الحاجة إلى ذلك وقتها.
مغفرة الذنوب وزيادة الحسنات
يتضح هذا من خلال النقاط التالية:
- تعدّ صنائع المعروف من أرقى الأعمال وأعظمها أجراً عند الله. فالخير كُلّه يكمن في انتقال المعروف من النفس إلى الآخرين، لأن البر لم ينحصر على الذات بل يشمل مساعدة الغير وإعطائهم، فيعود ذلك بمغفرة الذنوب وزيادة الحسنات.
- الأعمال الخيرية والمعروف هي كل فعل يتعارف عليه الشرع كعمل حسن، ويُحسب عند الله -عز وجل-، فصدقتك لمساعدة الغير بنية صافية تجلب الكثير من الخير، لذلك استمر في عطائك ينلّك الله من فضله العظيم.
- جبر الخواطر وإدخال السرور على القلوب ومد يد العون للمحتاجين هي كلها معاني سامية من المعروف.
الوقاية من مصائب السوء
يتضح ذلك فيما يلي:
- الشخص الذي يمتاز بالمعروف في الدنيا يُحفظ من ميتة السوء، وفي الآخرة تُضاعف له الحسنات. يقول -صلى الله عليه وسلم-: “صنائع المعروف تقي مصارع السوء.”، وأهل المعروف في الدنيا سيكونون أيضاً من أهل المعروف في الآخرة.
- ذكر الماوردي أنه يجب على الفرد الساعي لأداء المعروف أن يبادر قبل أن يأتي يوم قد يعجز فيه عن ذلك، وكم من الفرص التي إذا ضاعت لن تعود، لذا يجب استغلال كل لحظة في فعل المعروف واستغلال الفرص السانحة.
- كما ذكر المناوي أن تقديم المعروف يقي الإنسان من الميتة السيئة ويجنبه الأزمات، ينبغي عليك مراعاة وتقديم المعروف لإخوانك.
استشعار لذة العطاء
يظهر ذلك من خلال النقاط التالية:
- كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يُظهر كرمه ويعطي بلا حدود، فقد كان جواداً يشبع حاجات الناس من حوله، مما يدل على حبه للخير وولعه بمساعدة المحتاجين.
- كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس بالخيرات، وكان يجود أكثر في شهر رمضان حين يلتقي جبريل، الذي كان يُعرض عليه القرآن، ويكون النبي أكثر سخاء من النسيم.
- من عادة النبي أنه يتنوع في المعروف، فتارة يُعطي السائل، وتارة يُكرم الضيف، وأحياناً يقدم مساعدات متنوعة، مما جعل الصحابة يتخذه قدوة في تقديم المعروف.
أثر صنع المعروف على الآخرين
إنّ لصنع المعروف تأثيراً كبيراً يعود بالنفع على الأفراد والمجتمع، يتجلى في ما يلي:
إدخال السرور على القلوب
يظهر ذلك من خلال الجوانب التالية:
- من أحب الأعمال إلى الله إدخال السرور على قلوب المسلمين من خلال إطعام الجائعين، كساء العراة، أو مساعدة المحتاجين، فابتسامة في وجه أخيك صدقة، كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “الخلق كلهم عيال الله، فأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله.”
- كم من معروف غير حياة الآخرين، وكم من شخص كان يحتاج لنصيحة تُغير مسار حياته للأفضل.
مساعدتهم وقضاء حوائجهم
يتضح ذلك فيما يلي:
- قال -سبحانه وتعالى-: “وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان”، وهذا أمر عظيم بالتعاون وقضاء حوائج الآخرين.
- قال -صلى الله عليه وسلم-: “مثل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”، مما يوضح الرحمة بين المؤمنين والمساعدة الضرورية لكل محتاج.