أبوة سيدنا إبراهيم
يختلف العلماء والنسابون حول اسم والد إبراهيم -عليه السلام-، حيث يشار إلى أنه يُدعى تارح أو تارخ. وقد أشار ابن عباس -رضي الله عنه- إلى هذا الموضوع. ومع ذلك، جاءت آية في القرآن الكريم تذكر اسم والده صراحة، حيث قال الله تعالى: (وَإِذ قالَ إِبراهيمُ لِأَبيهِ آزَرَ). بناءً على ذلك، يرى بعض العلماء أن اسم أبي إبراهيم هو آزر، وهذا الرأي له تأييد أيضاً. وقد قيل إن آزر كان لقباً لأبيه، أو بل أنه اسم لصنمٍ ناداه إبراهيم -عليه السلام-، وقد تساءل العلماء عن دلالات إعرابية وأدلة أخرى، رغم أن هذا الرأي يبقى مستبعداً في نظر الكثيرين. لكن من يأخذ بظاهر الآية السابقة يعتبر أن والد إبراهيم -عليه السلام- هو آزر.
وفاة والد نبي الله إبراهيم على الكفر
أوضح العلماء أن والد نبي الله إبراهيم ظل كافراً ولم يقبل التوحيد، وهذا ما تؤكده الآيات التي تشير إلى استغفار إبراهيم -عليه السلام- لأبيه واعتذاره عنه لله تعالى، قبل أن يعلم أنه من أعداء الله. وقد ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث له ما يدل على أن والد إبراهيم -عليه السلام- في النار، دون أن يقلل ذلك من مقام نبي الله إبراهيم أو فضله بشيء.
دعوة إبراهيم لوالده
أشار الله تعالى في كتابه الكريم إلى حرص النبي إبراهيم -عليه السلام- على دعوة قومه للتوحيد وترك الشرك. ومن بين هؤلاء كان والده، الذي كان الأقرب إليه. وقد وثق القرآن مساعي إبراهيم في دعوة والده بأسلوب مهذب ونصيحة رقيقة، داعياً بالحكمة والرحمة، وموضحاً ضعف الأصنام وعجزها عن نفع الإنسان دون الله. ومع ذلك، لم يستجب والده—الذي كان يقوم بنحت وصنع تلك الأصنام بيديه—لنصيحة ابنه، وفارق الحياة وهو كافر يعبد الأوثان.