تتوزع أدوية مضادة للاكتئاب بين الطبيعية والكيميائية، حيث تهدف هذه العلاجات إلى استعادة التوازن الكيميائي في المخ وتنظيم الناقلات العصبية المسؤولة عن إفراز الهرمونات المؤثرة في الحالة المزاجية والنفسية. في هذا المقال، سنتناول أدوية الاكتئاب، آلية عملها، وآثارها الجانبية.
أدوية مضادة للاكتئاب
يسعى الكثيرون للحصول على أدوية مضادة للاكتئاب لتحسين حالتهم النفسية دون الحاجة إلى زيارة طبيب نفسي.
غالباً ما يُخجل الأشخاص من التعبير عن مشكلتهم أمام الأطباء أو يشعرون بالخوف من السخرية من قبل الآخرين.
عندما يشارك مريض الاكتئاب مشاعره مع أحد أفراد أسرته أو أصدقائه، قد يُقابل بالتقليل من شأن معاناته، حيث يعتقد البعض أن الجميع يمرون بتجارب مماثلة. ولكن ما لا يعرفه هؤلاء هو أن الشخص المصاب بالاكتئاب يحتاج حقيقيًا إلى العلاج الدوائي.
لذا، يجب عليك أولاً تقييم ما إذا كنت تعاني من الاكتئاب بالفعل، أم أن مشاعرك ناتجة عن حزن عابر بسبب حدث معين أو فقدان شخص عزيز.
لتحديد ما إذا كنت مصابًا بالاكتئاب، ينبغي النظر بعناية إلى الأعراض المتعلقة بهذا الاضطراب.
أعراض الاكتئاب
من المهم أن ندرك أن أعراض الاكتئاب قد تظهر بشكل طبيعي هنا وهناك عند جميع الأفراد، وذلك بنسب مختلفة خلال حياتهم. وعندما تترافق هذه الأعراض مع مشاعر الحزن، لا يعني بالضرورة أنك تعاني من الاكتئاب.
لكن بالنسبة لمريض الاكتئاب، تبقى هذه الأعراض ملازمة له لفترات طويلة، ومن أبرز هذه الأعراض:
- العصبية المفرطة على تفاصيل بسيطة.
- تشتت الانتباه وصعوبة التركيز مع شعور دائم بالتوتر.
- الصداع المتكرر، سواء النصفي أو الكلي.
- الأرق والتعب المزمن وصعوبة النوم.
- مشاكل في التنفس مع شعور بالضيق.
- صعوبة في التعبير وتحديد الكلمات، والارتباك أثناء الحديث.
- آلام المعدة والإسهال، والذي قد يتحول إلى إسهال شديد أحيانًا.
- التعرق الشديد والشعور بالحر المستمر حتى في الأجواء الباردة.
أبرز الأدوية المضادة للاكتئاب
توجد مجموعة متنوعة من الأدوية المضادة للاكتئاب، حيث يعمل كل نوع منها بطرق مختلفة على الناقلات العصبية في الدماغ. ومن بين هذه الأدوية:
مثبطات السيروتونين الانتقائية
تعد هذه الفئة من الأدوية خيارًا أوليًا للعديد من المرضى، حيث تتميز بآثار جانبية أقل حدة مقارنةً ببقية الأدوية.
ومن بين أمثلة هذه الأدوية، الفلوكسيتين، الباروكسيتين، السيرترالين، السيتالوبرام، والإسيتالوبرام.
مثبطات السيروتونين والنورابينفرين الانتقائية
تستخدم هذه الأدوية عندما لا تحقق مثبطات السيروتونين الانتقائية النتائج المرجوة. تعمل هذه الأدوية بشكل أقوى نظرًا لتأثيرها المباشر على الناقلات العصبية.
تشمل أشهر الأنواع الدولوكسيتين، الفينلافاكسين، الديسفينلافاكسين، وليفوميلناسيبران.
مضادات الاكتئاب اللانمطية
تؤثر هذه الفئة على جزء كبير من الناقلات العصبية، وتعتبر آثارها الجانبية أكثر وضوحًا.
من الأدوية اللانمطية، الترازودون، الميرتازابين، الفورتيوكسيتين، الفيلازودون، والبوبروبيون.
مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات
تعتبر هذه الأدوية ذات تأثير قوي، ولكن لها آثار جانبية خطيرة، لذا لا يوصي الأطباء بها إلا بعد تجربة الأدوية الأقل تأثيرًا.
ومن الأدوية ثلاثية الحلقات: الإيميبرامين، نورترينديبين، أميتريبتيلين، دوكسيبين، وديسيبرامين.
مثبطات الأكسيداز أحادي الأمين
تُعد هذه الأدوية من أخطر الأنواع، نظرًا لقوتها وتأثيراتها الجانبية التي قد تكون خطيرة.
يتطلب استخدام مثبطات الأكسيداز أحادي الأمين نظامًا غذائيًا خاصًا، حيث قد تتفاعل مع العديد من الأطعمة والأدوية.
يصف الأطباء هذه الأدوية في حالات الاكتئاب الحادة التي لم تُجدي معها الأدوية الأخرى. ومن بين هذه الأدوية: ترانيلسيبرومين، فينيلزين، وإيزوكاربوكسازيد.
مضادات الاكتئاب الطبيعية
استُخدمت مضادات الاكتئاب الطبيعية منذ العصور القديمة كوسيلة لاستعادة التوازن النفسي. وقد أثبتت فعاليتها في تحسين المزاج بآثار جانبية أقل مقارنة بالكيميائية.
تشمل المضادات الطبيعية للأكتئاب أحماض أوميجا 3 الدهنية الموجودة بكثرة في الأسماك. كما يُستخدم نبات العرن المثقوب الذي يحتوي على مركبات تساعد في تحسين الحالة المزاجية.
أثبت الزعفران أيضًا فعاليته بفضل المعادن والعناصر الغذائية التي يفيد الجسم. ولا يمكن إغفال دور حمض الفوليك الموجود بكثرة في الخضار الورقية والفواكه.
كيف تتكيف مع الآثار الجانبية لمضادات الاكتئاب؟
تشمل الآثار الجانبية الناتجة عن مضادات الاكتئاب العديد من المشكلات التي قد تؤثر على حياتك اليومية، مثل الغثيان ومشاكل النوم وزيادة الوزن.
للتغلب على هذه الآثار الجانبية، يمكنك اتباع بعض الخطوات البسيطة:
- تجربة تناول حلوى صلبة خالية من السكر.
- شرب السوائل والعصائر بانتظام.
- تقليل حجم وجبات الطعام أو تناول كميات صغيرة على فترات متباعدة.
- الامتناع عن تناول الحلويات والسكريات للسيطرة على الوزن.
- تناول الخضراوات والفواكه كجزء أساسي من طعامك.
- تجنب الوجبات الغنية بالزيوت والكربوهيدرات.
- ممارسة الرياضة بانتظام، مثل الجري.
- تناول الأدوية في الصباح للتقليل من آثارها الجانبية أثناء النوم.
- تنظيم مواعيد النوم وتجنب السهر مع إمكانية أخذ قيلولة خلال النهار.
- تجنب المشروبات والأطعمة المحتوية على الكافيين.
- للحد من جفاف الفم، يمكنك شرب الماء بانتظام وامتصاص حلوى خالية من السكر.
- تنفس من الأنف بدلاً من الفم.
- تجنب التدخين والمشروبات الكحولية.