قصائد تعبر عن الحب
فيما يلي مجموعة من أجمل أبيات الشعر في الحب:
الشعر في العصر الجاهلي
وتشمل بعضاً من قصائد امرئ القيس، وعنترة بن شداد، والأعشى.
قصائد امرئ القيس
تُعتبر معلقة امرئ القيس “قفا نبك” واحدة من أكثر المعلقات شهرة، وقد تم اقتباس هذه الأبيات منها. كتب هذه القصيدة في القرن السادس الميلادي، وهي من أفضل ما كتب في الشعر العربي. نظم قصائدها على البحر الطويل، واختلف النقاد في عدد أبياتها، فمنهم من يقول 77 بيتًا، وآخرون يقولون 81 بيتًا، وبعض الروايات تصل إلى 92 بيتًا. ومن أبرز أبيات هذه القصيدة:
أغرك منـي أن حبـك قاتلـي
وأنـك مهما تأمـري القلـب يفعـل
أجارتنا إنّ الخطوب تنوب
وأنا مقيم ما أقام عسيب
أجارتنا إنّا غريبان هاهنا
وكل غريب للغريب نسيب
فأن تصلينا فالقرابة بيننا
وإن تصرمينا فالغريب غريب
اجارتنا مافات ليس يؤؤب
وماهو آت في الزّمان قريب
وليس غريباً من تناءت دياره
ولكن من وارى التّراب غريب
شعر عنترة بن شداد
- يقول عنترة:
لو كان قلبي معي ما اخترت غيركم
ولا رضيت سواكم في الهوى بدلاً
عتبتُ صروفَ دهري فيكِ حتى
فَني وأَبيكِ عُمْري في العِتابِ
وَلاقيْتُ العِدى وحفِظتُ قوماً
أضاعُوني وَلمْ يَرْعَوا جَنابي
- كما قال عنترة أيضاً:
سَلا القلبَ عَمّا كان يهْوى ويطْلبُ
وأصبحَ لا يشكو ولا يتعتبُ
صحا بعدَ سُكْرٍ وانتخى بعد ذِلَّةٍ
وقلب الذي يهوى العلى يتقلبُ
إلى كمْ أُداري من تريدُ مذلَّتي
وأبذل جهدي في رضاها وتغضبُ
شعر الأعشى
الأعشى، ميمون بن قيس بن جندل، قُدِّر له أن يُلقّب بالأعشى نتيجة ضعف بصره في الليل. يعتبر من أفضل شعراء العصر الجاهلي، وقد عرف بتنوع ألفاظه نتيجة زيارة الملوك من العرب والفرس. ومن أبرز أبياته:
يضاحكُ الشمسَ منها كوكبٌ شرقٌ
مُؤزَّرٌ بِعَمِيمِ النّبْتِ مُكْتَهِلُ
يَوماً بأطيبَ منها نشْر رائِحَةٍ
ولا بأحسنَ منها إذ دنا الأصلُ
علّقتها عرضاً، وعلقتْ رجلاً
غَيرِي، وَعُلّقَتْ أُخْرَى غيرَها الرّجلُ
وَعُلّقَتْهُ فَتَاة تَجْهَمُ مَا تُحَاوِلُهَا
مِنْ أهلِها مَيّتٌ يَهذي بها وَهلُ
وَعُلّقَتْني أُخَيْرَى مَا تُلائِمُني
فاجتَمَعَ الحُبّ حُبّاً كُلّهُ تَبِلُ
فَكُلٌّ مُغْرَمٌ يَهْذِي بصَاحِبِهِ
نَاءٍ ودَانٍ، ومَحْبُولٌ ومُحْتَبِلُ
الشعر في عصر صدر الإسلام
وكان من أبرز الشعراء كعب بن زهير، وحسّان بن ثابت، وعمر بن أبي ربيعة، وقيس بن الملوح، ومن أبياتهم الشعرية:
شعر كعب بن زهير
كعب بن زهير هو كعب بن زهير بن أبي سلمى المزني، عاش في عصر الجاهلية والإسلام. كتب في مختلف أنواع الشعر، بما في ذلك الغزل والهجاء. ومن قصائده العاطفية “بانَت سُعادُ فَقَلبي اليَومَ مَتبولُ”، حيث يقول:
بانَت سُعادُ فَقَلبي اليَومَ مَتبولُ
مُتَيَّمٌ إِثرَها لَم يُفدَ مَكبولُ
وَما سُعادُ غَداةَ البَينِ إِذ رَحَلوا
إِلّا أَغَنُّ غَضيضُ الطَرفِ مَكحولُ
هَيفاءُ مُقبِلَةً عَجزاءُ مُدبِرَةً
لا يُشتَكى قِصَرٌ مِنها وَلا طولُ
تَجلو عَوارِضَ ذي ظَلمٍ إِذا اِبتَسَمَت
كَأَنَّهُ مُنهَلٌ بالراحِ مَعلولُ
شُجَّت بِذي شَبَمٍ مِن ماءِ مَحنِيَةٍ
صافٍ بِأَبطَح أَضحى وَهُوَ مَشمولُ
تَجلو الرِياحُ القَذى عَنُه وَأَفرَطَهُ
مِن صَوبِ سارِيَةٍ بيضٍ يَعاليلُ
يا وَيحَها خُلَّةً لَو أَنَّها صَدَقَت
ما وَعَدَت أَو لَو أَنَّ النُصحَ مَقبولُ
لَكِنَّها خُلَّةٌ قَد سيطَ مِن دَمِها
فَجعٌ وَوَلعٌ وَإِخلافٌ وَتَبديلُ
فَما تَدومُ عَلى حالٍ تَكونُ بِها
كَما تَلَوَّنُ في أَثوابِها الغولُ
وَمَا تَمَسَّكُ بِالوَصلِ الَّذي زَعَمَت
إِلّا كَما تُمسِكُ الماءَ الغَرابيلُ
كَانَت مَواعيدُ عُرقوبٍ لَها مَثَلاً
وَما مَواعيدُها إِلّا الأَباطيلُ
أَرجو وَآمُلُ أَن يَعجَلنَ في أَبَدٍ
وَما لَهُنَّ طِوالَ الدَهرِ تَعجيلُ
فَلا يَغُرَّنَّكَ ما مَنَّت وَما وَعَدَت
إِنَّ الأَمانِيَ وَالأَحلامَ تَضليلُ
أمسَت سُعادُ بِأَرضٍ لا يُبَلِّغُها
إِلّا العِتاقُ النَجيباتُ المَراسيلُ
وَلَنْ يُبَلِّغها إِلّا عُذافِرَةٌ
فيها عَلى الأَينِ إِرقالٌ وَتَبغيلُ
مِن كُلِّ نَضّاخَةِ الذِفرى إِذا عَرِقَت
عُرضَتُها طامِسُ الأَعلامِ مَجهولُ
شعر حسّان بن ثابت
يقول شاعر الرسول، حسّان بن ثابت:
ما بَالُ عَين دموعُها تَكِفُ
مِن ذكْرِ خَوْدٍ شَطّتْ بها قَذَفُ
بَانَتْ بها غَرْبَة تَؤمُّ بهَا
أرْضاً سِوَانَا والشَّكْلُ مُختلِفُ
ما كنتُ أدري بوَشْكِ بينِهِمُ،
حتى رأيتُ الحدوجَ قد عزفوا
فغادروني، والنفسُ غالبها
ما شَفَّها، والهمومُ تَعتكِفُ
شعر عمر بن أبي ربيعة
عمر بن أبي ربيعة هو شاعر من قريش، اشتهر بشغفه بالغزل، حيث أبدع في العديد من قصائده. ومن أبرزها:
ذكرتكِ يومَ القصرِ قصرِ ابنِ عامرٍ
بخمٍّ، وهاجتْ عبرة ُ العين تسكبُ
فِظِلْتُ وَظَلَّتْ أَيْنَقٌ بِرِحَالِهَا
ضوامرُ، يستأنينَ أيانَ أركبُ
أُحَدِّثُ نَفْسي والأَحاديثُ جَمَّة ٌ
وأَكْبَرُ هَمِّي والأَحاديثِ زَيْنَبُ
إذا طلعتْ شمسُ النهارِ ذكرتها
وأحدثُ ذكراها إذا الشمسُ تغرب
وإنّ لها، دونَ النساءِ، لصحبتي
وحفظيَ والأَشعارَ، حِينَ أُشَبِّبُ
وإنَّ الذي يبغي رضاي بذكرها
إليَّ، وإعجابي بها، يتحبّب
إذا خَلَجَتْ عَيْني أَقُولُ لَعَلَّها
لِرُؤْيَتِها تَهْتَاجُ عَيْني وَتَضْرِبُ
إذا خدرتْ رجلي أبوحُ بذكرها
لِيَذْهَبَ عَنْ رِجْلي الخُدُورُ فَيَذهَبُ
شعر قيس بن الملوح
- يقول قيس بن الملوح:
تَوَسَّدَ أحْجَارَ المَهَامِهِ وَالْقَفْرِ
وَمَاتَ جَريحَ الْقَلْب مَنْدَمِلَ الصَّدْرِ
فيا ليت هذا الحب يعشق مرة
فيعلم ما يلقى المحب من الهجر
الشعر في العصر الأموي
ومن أبرز الشعراء عروة بن حزام، وجميل بثينة، وقيس بن ذريح، والأحوص.
عروة بن حزام
عروة بن حزام هو من متيمي العرب، وقد آمن بحب ابنة عمه عفراء. عاش مآسي الحب بعد أن تزوجت عفراء برجل آخر. ومن أبياته:
وإنّي لتعروني لذكراكِ رعدةٌ
لها بين جسمي والعظامِ دبيبُ
وما هوَ إلاّ أن أراها فجاءةً
فَأُبْهَتُ حتى مَا أَكَادُ أُجِيبُ
وأُصرفُ عن رأيي الّذي كنتُ أرتئي
وأَنْسى الّذي حُدِّثْتُ ثُمَّ تَغِيبُ
وَيُظْهِرُ قَلْبِي عُذْرَهَا وَيُعينها
عَلَيَّ فَمَا لِي فِي الفُؤاد نَصِيبُ
وقدْ علمتْ نفسي مكانَ شفائها
قَرِيباً وهل ما لا يُنَال قَرِيبُ
حَلَفْتُ بِرَكْبِ الرّاكعين لِرَبِّهِمْ
خشوعاً وفوقَ الرّاكعينَ رقيبُ
لئنْ كانَ بردُ الماءِ عطشانَ صادياً
إليَّ حبيباً، إنّها لحبيبُ
وَقُلْتُ لِعَرَّافِ اليَمَامَةِ داونِي
فَإنَّكَ إنْ أَبْرَأْتَنِي لَطَبِيبُ
فما بي من سقمٍ ولا طيفِ جنّةٍ
ولكنَّ عَمِّي الحِمْيَريَّ كَذُوبُ
عشيّة َ لا عفراءُ دانٍ ضرارها
فَتُرْجَى ولا عفراءُ مِنْكَ قَريبُ
فلستُ برائي الشّمسِ إلا ذكرتها
وآلَ إليَّ منْ هواكِ نصيبُ
ولا تُذكَرُ الأَهْواءُ إلاّ ذكرتُها
ولا البُخْلُ إلاّ قُلْتُ سوف تُثِيبُ
وآخرُ عهدي منْ عفيراءَ أنّها
تُدِيرِ بَنَاناً كُلَّهُنَّ خَضيبُ
عشيّة َ لا أقضي لنفسي حاجة ً
ولم أدرِ إنْ نوديتُ كيفَ أجيبُ
عشيّة لا خلفي مكرٌّ ولا الهوى
أَمَامي ولا يَهْوى هَوايَ غَرِيبُ
فواللهِ لا أنساكِ ما هبّتِ الصّبا
وما غقبتها في الرّياحِ جنوبُ
فَوَا كَبِدًا أَمْسَتْ رُفَاتاً كَأَنَّمَا
يُلَذِّعُهَا بِالمَوْقِدَاتِ طَبِيبُ
بِنَا من جَوى الأَحْزَانِ فِي الصّدْرِ لَوْعَة ٌ
تكادُ لها نفس الشّفيقِ تذوبُ
ولكنَّما أَبْقَى حُشَاشَة َ مُقْولٍ
على ما بِهِ عُودٌ هناك صليبُ
وما عَجَبِي مَوْتُ المُحِبِّينَ في الهوى
ولكنْ بقاءُ العاشقينَ عجيبُ
شعر جميل بثينة
- يقول جميل بثينة:
خَليلَيَ فيما عشتما هل رأيتمـا
قتيـلا بكـى مـن حـب قاتلـه قبلـي
ارحَمِيني، فقد بلِيتُ، فحَسبي
بعضُ ذا الداءِ، يا بثينة ُ، حسبي
لامني فيكِ، يا بُثينة ُ، صَحبي
لا تلوموا ، قد أقرحَ الحبُّ قلبي
زعمَ الناسُ أنّ دائيَ طِبّي
أنتِ، والله، يا بُثينة ُ، طِبّي
- كما قال جميل بن بثينة أيضاً:
لما دنا البينُ، بينَ الحيَّ، واقتسموا
حبلَ النوى ، فهو في أيديهم قطعُ
جادتْ بأدمُعِها ليلى ، وأعجلني
وشكُ الفراقِ، فما أبقي وما أدعُ
يا قلبُ ما عيشي بذي سلمٍ
لا الزمانُ، الذي قد مرّ، مرتجعُ
أكلّما بانَ حَيٌّ، لا تُلائِمهمْ
ولا يُبالونَ أنْ يَشتاقَ مَن فجَعوا
علقتني بهوى ّ مردٍ، فقد جعلتْ
من الفِراقِ، حَصاة ُ القلب تَنصدِعُ
شعر قيس بن ذريح
قيس بن ذريح، المعروف بمجنون ليلى، شاعر غزل عاش في فترة التأسيس الإسلامي. ومن أبياته الشهيرة:
وإني لأهوى النوم في غير حينـه
لعـل لقـاء فـي المنـام يكـون
يقرُّ بِعيني قُربُها ويزيدني
بها كلفاً من كان عِنْدي يَعيْبُها
وكَمْ قائلٍ قد قال تُبْ فعصيتُه
وَتِلْكَ لَعَمْرِي تَوْبَة ٌ لا أتُوبُها
فيا نفسُ صبراً لستِ والله فاعلمني
بِأَوَّلِ نَفْسٍ غَابَ عَنْهَا حَبِيبُها
شعر الأحوص
- يقول الأحوص:
مَا عَالَجَ النَّاسُ مِثْلَ الحُبِّ مِنْ سَقَمٍ
ولا برى مثلهُ عظماً ولا جسدا
ما يلبثُ الحبُّ أنْ تبدو شواهدهُ
مِن المُحِبِّ، وَإِنْ لَمْ يُبْدِهِ أَبَدَا
العصر العباسي
ومن أبرز شعراء هذا العصر الشريف الرضي، وبشار بن برد، وأبو الفضل بن الأحنف، وديك الجن.
شعر الشريف الرضي
الشريف الرضي هو محمد بن الحسين بن موسى، شاعر فقيه من بغداد، مشهور بالكثير من الأعمال الأدبية، ولديه ديوان معروف. ومن أبياته الشعرية:
يا ظَبيَةَ البانِ تَرعى في خَمائِلِهِ
لِيَهنَكِ اليَومَ أَنَّ القَلبَ مَرعاكِ
الماءُ عِندَكِ مَبذولٌ لِشارِبِهِ
وَلَيسَ يُرويكِ إِلّا مَدمَعي الباكي
هَبَّت لَنا مِن رِياحِ الغَورِ رائِحَةٌ
بَعدَ الرُقادِ عَرَفناها بِرَيّاكِ
ثُمَّ اِنثَنانَا إِذا ما هَزَّنا طَرَبٌ
عَلى الرِحالِ تَعَلَّلنا بِذِكراكِ
سهم أصاب وراميه بذي سلم
مَن بالعِرَاقِ، لَقد أبعَدْتِ مَرْمَاكِ
وَعدٌ لعَينَيكِ عِندِي ما وَفَيتِ بِهِ
يا قُرْبَ مَا كَذَبَتْ عَينيَّ عَينَاكِ
حكَتْ لِحَاظُكِ ما في الرّيمِ من مُلَحٍ
يوم اللقاء فكان الفضل للحاكي
كَأنّ طَرْفَكِ يَوْمَ الجِزْعِ يُخبرُنا
بما طوى عنك من أسماء قتلاك
أنتِ النّعيمُ لقَلبي وَالعَذابُ لَهُ
فَمَا أمَرّكِ في قَلْبي وَأحْلاكِ
شعر بشار بن برد
- يقول بشار بن برد:
يا حُبَّ إِنَّ دواءَ الحُبِّ مفْقُودُ
إِلاَّ لديْكِ، فهلْ ما رُمْتُ موْجُودُ
قالتْ: عَلَيْكَ بِمَنْ تَهْوَى ، فَقُلْتَ لَهَا
يَا حُبَّ فُوكِ الْهَوَى وَالْعَيْنُ وَالْجِيدُ
لا تَلْعَبِي بِحَيَاتِي وَاقْطَعِي أمَلي
صَبْراً عَلَى الْمَوْتِ، إِنَّ الْمَوْتَ مَوْرُودُ
رؤياك تدعو المنايا قبل موقتها
وإن تنيلي فنيل منك مخلود
أنْتِ الأَمْيِرَة ُ فِي رُوحِي وَفِي جَسَدِي
فابري وريشي بكفيك الأقاليد
لا تَسْبِقِي بِي حِمَامَ الْمَوْتِ وَانْتَظِري
يوماً كأن قد طوتني البيض والسود
شعر أبو الفضل بن الأحنف
- يقول أبو الفضل الأحنف:
عَبِثَ الحبيبُ وكانَ مِنهُ صُدودُ
ونأى ولمْ أكُ ذاكَ مِنْهُ أريدُ
يُمسي ويُصبِحُ مُعرِضاً متَغضبِّاً
وإذا قصَدتُ إليهِ فَهوَ يَحِيدُ
ويَضِنُّ عَنّي بالكَلامِ مُصارماً
وبمُهجتي وبما يُريدُ أجودُ
إني أحاذِرُ صَدّه وفراقه
إنّ الفِراقَ على المحبّ شديدُ
يا من دعاني ثمّ أدبرَ ظالماً
إرجِعْ وأنْتَ مُواصِلٌ مَحمودُ
إني لأكثرُ ذكركمْ فكأنّما
بعُرى لساني ذِكركمْ مَعقودُ
- كما يقول أبو الفضل الأحنف أيضاً:
ما ذُقتُ بعَدَكمُ عيشاً سُرِرْتُ به
ولا رأيتُ لكم عِدْلاً ولا خلفا
إنّي لأعجبُ من قلبٍ يحبُّكُمُ
وما رأى منكُمُ بِرّاً ولا لَطَفا
لوْلا شَقاوَة ُ جَدّي ما عرَفتُكُمُ
إنّ الشّقيَّ الذي يشقى بمن عرفا
ما زِلتُ بَعدَكُمُ أهذي بذكركمُ
كأنَّ ذكرَكمُ بالقلبِ قد رُصفا
- كما قال أيضاً:
ياليتَ شِعري وما في ليتَ من فرجٍ
هل مضى عائدٌ منكم وما سلفا
إصرِفْ فؤادَكَ يا عبّاسُ مُنصرفاً
عنها يكن عنكَ كَرْبُ الحبِّ منصرفا
شعر ديك الجن
- يقول ديك الجن:
حبيبي مقيمٌ على نائهِ
وقلبي مقيمٌ على رائهِ
حنانيكِ يا أملي دعوة ً
لِمَنْ صارَ رحمة َ أعدائِهِ
- وقال ديك الجن أيضاً:
ياكثيرَ الدلِّ والغنجِ
لك سُلطانٌ على المُهَجِ
إنَّ بيتاً أنتَ ساكنهُ
غيرُ محتاجٍ إلى السرجِ
وجهكَ المأمولُ حجّتنا
يومَ يأتي الناس بالحجِ
لا أتاح الله لي فرجاً
يومَ أدعو منكَب بالفرجِ
العصر الأندلسي
ومن أبرز الشعراء ابن زيدون، وولادة بنت المستكفي.
شعر ابن زيدون
ابن زيدون هو أحمد بن عبد الله بن زيدون المخزومي، وهو كاتب وشاعر من الأندلس، أحب ولادة بنت المستكفي، ومن أبياته الشعرية:
لا غَرْوَ في أنْ ذكرْنا الحزْنَ حينَ نهتْ
عنهُ النُّهَى ، وَتركْنا الصّبْرَ ناسِينَا
إنّا قرَأنا الأسَى ، يوْمَ النّوى سُورَاً
مَكتوبَة ً، وَأخَذْنَا الصّبرَ تلقينا
أمّا هواكِ، فلمْ نعدِلْ بمَنْهَلِهِ
شُرْباً وَإنْ كانَ يُرْوِينَا فيُظمِينَا
لمْ نَجْفُ أفقَ جمالٍ أنتِ كوكبُهُ
سالِينَ عنهُ، وَلم نهجُرْهُ قالِينَا
وَلا اخْتِياراً تَجَنّبْناهُ عَنْ كَثَبٍ
لكنْ عَدَتْنَا، على كُرْهٍ، عَوَادِينَا
نأسَى عَليكِ إذا حُثّتْ، مُشَعْشَعَة ً
فِينا الشَّمُولُ، وغنَّانَا مُغنّينَا
لا أكْؤسُ الرّاحِ تُبدي من شمائِلِنَا
سِيّما ارْتياحٍ، وَلا الأوْتارُ تُلْهِينَا
دومي على العهدِ، ما دُمنا، مُحافِظةً
فالحرُّ مَنْ دانَ إنْصافاً كما دينَا
فَما استعضْنا خَليلاً منكِ يحبسُنا
وَلا استفدْنا حبِيباً عنكِ يثنينَا
شعر ولادة بنت المستكفي
- تقول ولادة بنت المستكفي:
أَلا هَل لنا من بعد هذا التفرّق
سبيلٌ فيشكو كلّ صبّ بما لقي
وَقد كنت أوقات التّزاورِ في الشّتا
أبيتُ على جمرٍ من الشوق محرقِ
فَكيفَ وقد أمسيت في حال قطعة
لَقد عجّل المقدور ما كنت أتّقي
تمرُّ اللّيالي لا أرى البين ينقضي
وَلا الصبر من رقّ التشوّق معتقي
سَقى اللَه أرضاً قد غدت لك منزلاً
بكلّ سكوب هاطل الوبل مغدقِ
العصر الحديث
ومن الشعراء المشهورين في العصر الحديث إيليا أبو ماضي، وبشارة الخوري، ونزار قباني.
شعر إيليا أبو ماضي
- يقول إيليا أبو ماضي:
ليت الذي خلق العــــيون السّودا
خــلق القلـــوب الخفقات حديدا
لولا نواعــســهـا ولولا سحرها
ما ودّ مـــالك قـــلبه لو صيدا
عَـوذْ فـؤادك من نبال لحـاظها
أو مـتْ كما شاء الغرام شهيدا
إن أنت أبصرت الجمال ولم تهم
كنت امرءاً خشن الطّباع ، بليدا
وإذا طــــلبت مع الصّبابة لذّةً
فــلقد طــلبت الضّائع الموجودا
يا ويـح قـلبي إنـّه في جانبي
وأظــنه نائي المزار بعـيدا
شعر بشارة الخوري
- يقول بشارة الخوري:
يـا عاقد الـحاجبين على الجبين اللّجين
إن كنت تقصد قتلي قـتلتني مـرّتين
مـاذا يـريبك مني ومـاهممت بـشين
أصُـفرةٌ في جبيني أم رعشة في اليدين
تَـمرّ قـفز غزالٍ بين الرّصيف وبيني
وما نصبت شباكي ولا أذنت لـعيني
تـبدو كأن لاتراني ومـلء عينك عيني
ومـثل فعلك فعلي ويلي من الأحمقين
مولاي لم تبق مني حـيّاً سوى رمقين
صبرت حتّى براني وجدي وقرب حيني
ستحرم الشّعر مني وليس هـذا بهين
أخاف تدعو القوافي عليك في المشرقين
شعر نزار قباني
- يقول نزار قباني:
إشتغلتُ عاماً كاملاً
على قصيدةٍ تلبسينها عام 1980
إلا هدايا القلبْ
إلا أساورَ حناني..
إثْنيْ عشَرَ شهراً.. وأنا أشتغِلْ
كدودة الحرير أشتغِلْ..
مرّةً بخيطٍ ورديّْ..
ومرّةً بخيطٍ برتُقاليّْ..
حيناً بأسلاكِ الذَهَبْ
وحيناً بأسلاكِ الفضَّهْ
لأفاجئكِ بأُغنيَهْ..
تَضَعينها على كتِفَيْكِ كشالِ الكَشْمِيرْ..
ليلةَ رأس السَنهْ..
وتُثيرينَ بها مُخيّلةَ الرجال.. وغيرةَ النساءْ..
فيديو تقاليد الحب القديمة
شاهد هذا الفيديو لتعرف المزيد عن تقاليد الحب القديمة: