تأثير الطلاق على الأطفال
المشاكل الصحية
يؤدي الطلاق إلى زيادة احتمالية تعرض الأطفال لمشاكل صحية، حيث يظهر أن الأطفال بعد انفصال الوالدين يكونون أكثر عرضة للإصابة بمشاكل صحية بنسبة تصل إلى خمسين بالمئة مقارنة بأقرانهم الذين ينشؤون في بيئات أسرية مستقرة. كما أن الأطفال الذين يعيشون مع كِلا والديهم يتمتعون بصحة جسدية أفضل بنسبة تتراوح بين عشرين إلى خمسة وثلاثين بالمئة من الأطفال الذين لا يعيشون مع كليهما. بالتالي، يواجه الأطفال بعد طلاق والديهم خطر الإصابة بعدد من الأمراض مثل الربو، والصداع، وصعوبات النطق.
مشاكل السلوك
يمكن أن يعاني الأطفال من أسر طُلِقَ والديهم من مشاكل سلوكية مثل اضطرابات السلوك، والانحراف، والتصرفات الاندفاعية بقدر أكبر من نظرائهم في الأسر المتماسكة. يُضاف إلى ذلك أن الأطفال يواجهون أيضًا صعوبات في التفاعل مع أقرانهم نتيجة لهذه التغيرات الأسرية.
انخفاض التحصيل الأكاديمي
يزيد الطلاق من فرص انخفاض التحصيل الدراسي لدى الأبناء، حيث يواجه الأطفال صعوبة في استيعاب التغييرات الكبيرة التي تحدث في حياتهم، مما يؤدي إلى تشتتهم وارتباكهم. وبالتالي، ينخفض مستوى تركيزهم على الأنشطة اليومية، بما في ذلك الدراسة. يُلاحظ أيضًا تأثير سلبي على الأداء الأكاديمي للأطفال، حيث يعاني الأطفال الذين شهدوا طلاق والديهم من احتمالية الانقطاع عن التعليم الثانوي بمعدل ضعف مقارنة بأقرانهم الذين يعيشون مع والديهم.
مشاعر الذنب
يتسبب الطلاق في ارتفاع شعور الأطفال بالذنب، حيث يجدون صعوبة في فهم أسباب انفصال والديهم، مما يدفعهم للاعتقاد بأنهم السبب في ذلك. يشعر الأطفال بذلك كنوع من الخطأ الذي أدى إلى الطلاق، مما قد يتسبب في مجموعة من المشاكل النفسية مثل الاكتئاب والقلق، بالإضافة إلى مشاكل صحية أخرى. لذا من المهم تقديم الدعم والإرشاد للأطفال ليوضح لهم السبب الحقيقي وراء الطلاق لتخفيف مشاعر الذنب لديهم.
صعوبات العلاقات المستقبلية
تُعتبر احتمالية دخول الأطفال في علاقات غير صحية مستقبلًا من نتائج الطلاق، حيث يواجه الأطفال الذين مروا بتجربة طلاق والديهم صعوبات في بناء علاقات صحية في مرحلة البلوغ. هذا النوع من الطلاق يزرع في نفوس الأطفال خوفًا من الفشل والانفصال في العلاقات، مما يدفعهم إلى التردد في الالتزام في علاقاتهم. وفقًا لدراسة استمرت لعشرين عامًا أجراها مجلس أبحاث الرأي العام، فإن الأطفال الذين شهدوا طلاق والديهم غالبًا ما يكونون أكثر عرضة لتجربة الطلاق بأنفسهم في المستقبل.
انخفاض الاهتمام بالأنشطة الاجتماعية
قد يؤثر الطلاق على الجوانب الاجتماعية للأطفال، حيث يشير البحث إلى أن الأطفال الذين يمر والداهما بالطلاق يواجهون صعوبات أكبر في التفاعل مع الآخرين. وعادةً ما يميلون إلى تقليل تواصلهم الاجتماعي مع محيطهم، مما يؤدي بهم إلى الشعور بعدم الأمان.
الغضب والانفعال
يعاني الأطفال غالبًا من الإرهاق وقد يواجهون صعوبة في التعامل مع المشاعر الناتجة عن الطلاق. قد تظهر عليهم علامات الغضب أو الانفعال، حيث يكون غضبهم نتيجة لمجموعة واسعة من العوامل. قد تظهر عليهم مظاهر الغضب تجاه والديهم أو أنفسهم وأصدقائهم والآخرين. وبالرغم من أن العديد من الأطفال يشعرون بتحسن بعد أسابيع قليلة، إلا أنه إذا استمر هذا الغضب، يجب أن ندرك أنه قد يكون تأثيرًا طويل المدى للطلاق على الأطفال.