أثر العواطف على السلوك
تساهم العواطف في تنظيم التفكير لديك، مما يسهل التكيف مع الحياة، اتخاذ القرارات، والتفاعل مع الآخرين. تعتبر مشاعر الفرح، الخوف، الاشمئزاز، المفاجأة، التوقع، الغضب، والثقة من العواطف الأساسية الثمانية التي تؤثر على طريقة تفكيرك، وذلك ينعكس بشكل مباشر أو غير مباشر على سلوكك:
تأثير العواطف على السلوك الفوري
يتواصل البشر باستمرار من خلال الرسائل العاطفية الفورية، سواء كان ذلك عن طريق نبرة الصوت، تعبيرات الوجه، أو أنماط السلوك المختلفة. إذا استمرت مشاعرك لفترة تجاوزت ست ثوانٍ، فهذا يعني أنك تُعزز هذه العاطفة وتزودها بالطاقة للتحرك نحو سلوك معين.
على سبيل المثال، شعورك بالخوف من وجود أسد في قفص مفتوح يعد إشارة على وجود تهديد محتمل، مما يحفزك لاتخاذ سلوك فوري للدفاع عن نفسك مثل الركض. في بعض الأحيان، يكون لهذا التأثير فوائد في إنقاذ حياتك، ولكن قد تعود العواطف أحياناً بنتائج سلبية إذا كان سلوكك غير متناسب مع الموقف، مثل الركض خوفاً من قطة عند نهاية الشارع.
تأثير العواطف على السلوك المستقبلي
عند تجربة عاطفة سلبية، قد تسعى لتجنب الشعور ذاته مرة أخرى من خلال سلوكيات محددة. على سبيل المثال، إذا شعرت بالاشمئزاز نتيجة شرب الحليب الفاسد، فقد تقودك هذه التجربة إلى اتخاذ احتياطات عند محاولة شرب الحليب مجددًا؛ كأخذ وقتك لشمه، والتحقق من تاريخ انتهاء صلاحيته، ومراقبة لونه أثناء الغليان. وبالتالي، تلعب العواطف دورًا تحفيزيًا رئيسيًا في تشكيل سلوكياتك المستقبلية.
دور التجارب الشخصية في تأثير العواطف على السلوك
بينما تسهم العواطف في توجيه سلوكك، فإن كيفية استجابة الفرد للسلوك تعتمد على تجاربه السابقة. تنشط العواطف سلوكيات محددة؛ فالشعور بالغضب، على سبيل المثال، يمكن أن يحفز أفعالاً عدوانية. إذا كانت تجاربك السابقة تتضمن عنفاً، فإن ردود أفعالك تحت ضغط الغضب قد تتمثل في تصرفات عدوانية.
في حالة مواجهة رئيسك المتسلط، قد يدفعك شعور الغضب إلى الرد بقوة إذا كانت هذه هي طبيعة تجاربك السابقة. من ناحية أخرى، إذا كانت لديك تجارب مختلفة في الماضي، فقد يدفعك ذلك إلى تعزيز روابطك مع زملائك بدلاً من ذلك. يمكن القول إن العواطف تلعب دوراً حيوياً في تحفيز سلوكك، لكن تجاربك السابقة تسهم في تشكيل هذا السلوك.
دور العواطف في زيادة إنتاجيتنا
يمكن أن تحقق نتائج أفضل في مفاوضات العمل إذا حافظت على هدوئك، بينما سيسمح لك الحماس بحل مشكلاتك بشكل أكثر فعالية دون التوتر أو الاسترخاء المفرط. بشكل عام، تؤثر العواطف بشكل كبير على حجم إنتاجيتك، فأنت بحاجة إلى التنظيم العاطفي لتحسين مهارات التفكير، حل المشكلات، والتركيز.
يعتبر تنظيم عواطفك أمراً ضرورياً للتذكر والاستعادة وربط المعلومات ببعضها البعض. عند التعرض لعواطف سلبية، يمكن أن تتغير البنية الدماغية لديك، مما يؤثر على استجابتك للمواقف وبالتالي ينعكس ذلك على سلوكك. مثال على ذلك هو تأثير التوتر والخوف، حيث تتحكم العواطف في المنطق، مما يؤدي إلى انخفاض إنتاجيتك. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يؤدي الحزن الشديد إلى البقاء في السرير وعدم التقدم في إنجاز المهام المطلوبة.