تأثير التلوث الضوضائي على صحة الإنسان ورفاهيته

ضعف السمع

يساهم التلوث الضوضائي (بالإنجليزية: Noise Pollution) في إحداث آثار سلبية عديدة على الصحة البشرية، وأحد أبرز هذه التأثيرات هو ضعف السمع، الذي يعتبر من النتائج الفورية والمباشرة للتعرض المستمر للضوضاء على مدار الوقت. إن التعرض لفترات طويلة من الأصوات المرتفعة يؤدي إلى تلف طبلة الأذن، مما يسبب تأثيرات قد تؤدي إلى ضعف دائم في السمع أو حتى فقدانه.

الإصابة بأمراض القلب

تشير الدراسات إلى أن التعرض المستمر للضوضاء يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب. مستويات الضوضاء المرتفعة، مثل تلك الناتجة عن مكائن التخلص من القمامة أو حركة المرور في الشوارع، يمكن أن تؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة في القلب والأوعية الدموية، مثل ارتفاع ضغط الدم، وتزايد معدل ضربات القلب، وارتفاع الكوليسترول، فضلاً عن عدم انتظام نبضات القلب والنوبات القلبية. الأفراد الذين يعيشون بالقرب من مصادر الضوضاء يكونون أكثر عرضة لهذه الأمراض مقارنة بغيرهم.

اضطرابات النوم

يساهم التلوث الضوضائي في ظهور اضطرابات النوم لدى الأشخاص المعرضين له، مما يؤثر سلباً على صحتهم النفسية والمزاجية. يؤدي ذلك إلى الشعور بالتعب والاضطراب العاطفي، ويقلل من أداءهم في مختلف الأنشطة، كما يتسبب في الاستيقاظ المتكرر أثناء الليل وتغير مراحل النوم. يُعتقد أن تأثير الضوضاء يقل في الليل مقارنة بالنهار، ولكن تأثيرها على صحة القلب والأوعية الدموية وحركات الجسم أثناء النوم يستمر.

الأضرار النفسية

أظهرت الأبحاث أن الأفراد الذين يعيشون بالقرب من المطارات والأماكن المزدحمة يكونون أكثر حاجة للعلاج النفسي، حيث يعانون من زيادة في حالات الصداع ويستخدمون كميات أكبر من الأدوية المنومة والمهدئات، مما يجعلهم أكثر عرضة للحوادث. الأذن قادرة على التقاط أصوات قد لا نكون مدركين لتأثيرها المباشر علينا، حيث تقوم بنقل الأصوات التي تفسرها أجزاء عديدة من الدماغ، مما يؤدي إلى استجابة الجسم بطرق متباينة من خلال الأعصاب والهرمونات التي يفرزها الدماغ.

علاوة على ذلك، يمكن أن يزيد التلوث من تفاقم الاضطرابات النفسية لدى الأفراد الذين يعانون من حالات عقلية، كما يسهم في زيادة مشاعر العصبية والقلق وعدم الاستقرار العاطفي، مما يعزز الاضطرابات الاجتماعية ويؤدي إلى ضعف التركيز وسوء الفهم، مما يقلل من ثقة الفرد بنفسه.

الشعور المستمر بالإجهاد

يسبب الضجيج المستمر استجابة جسدية حادة للإجهاد، مما قد يؤدي إلى الإصابة بعدد من الأمراض وحالات فرط الحركة. وقد أظهرت دراسة أجراها خبير النوم في جامعة هارفارد على مجموعة من المتطوعين الأصحاء، الذين استمعوا لمقاطع صوتية لا تتجاوز مدتها 10 ثوانٍ، أن هناك مناطق نشطة في دماغهم أثناء النوم تشبه تلك الموجودة في حالة اليقظة، وهو ما يُعتبر أحد الأسباب الرئيسية للإجهاد.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *