الصحراء والتصحر
عند تناول موضوع الصحاري، من الضروري التمييز بين الصحراء كنظام بيئي ونظرية التصحر كعملية تتطور بمرور الوقت.
الصحراء
الصحراء هي منطقة شاسعة تعاني من نقص المياه، وتعرف بأنها منطقة ذات مناخ قاسٍ يتميز بالحرارة العالية سواء كانت دائمة أو موسمية، مع تباين كبير في درجات الحرارة ما عدا الصحاري القطبية. عادةً ما تتلقى هذه المناطق كميات ضئيلة من الأمطار وقد تشهد عواصف فجائية. وتعتبر التربة في هذه البيئات غير منتجة بسبب الظروف الطبيعية القاسية التي تمنع نمو الحياة النباتية، حيث تظهر النباتات بشكل متفرق وقصير إذ تميل إلى الشوك.
التصحر
وفيما يتعلق بالتعبير عن التصحر، فإنه يعني تحول الأراضي الصالحة لزراعة إلى أراضٍ صحراوية. هذه العملية تحدث بسرعة بفعل الأنشطة البشرية، حيث تتم إزالة الغابات أو الإفراط في الرعي أو استخراج المياه الجوفية بشكل مفرط، أو نتيجة للجفاف أو الإفراط في الممارسات الزراعية، أو نتيجة لتوليفة من هذه العوامل.
تأثيرات التصحر على الأمن الغذائي
تظهر عملية التصحر بوضوح عندما تفقد الأراضي المغطاة بالنباتات غطاءها النباتي، مما يؤدي إلى زيادة درجة حرارتها. وبالتالي، فالتربة الأكثر حرارة تطلق الكربون إلى الغلاف الجوي أسرع من التربة الباردة، مما يساهم في تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري. وعندما يتم تدمير النباتات بسبب الرعي الجائر، تتعطل بنية جذورها وتذهب كميات ضخمة من الكربون المخزن في النباتات إلى الغلاف الجوي. كذلك فإن المواد العضوية المخزنة في التربة تهاجر بدورها إلى الهواء، مما يزيد من تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
يؤدي التصحر بالإضافة إلى تدهور الأراضي والجفاف إلى تأثيرات سلبية على التربة والنباتات والموارد المائية، مما يؤدي إلى زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ويستخدم المزيد من السكان للتعرض لمخاطر نقص إنتاج الغذاء.
الأمن الغذائي في البيئات الجافة
تشير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة إلى أن الأمن الغذائي يتحقق عندما يمكن للأفراد الحصول على ما يكفي من الأغذية الآمنة والمغذية في جميع الأوقات. ومع ذلك، يواجه سُدس سكان العالم صعوبة في تلبية هذه المعايير، حيث يعيش معظمهم في الأراضي الجافة. يعود ذلك لوجود عوامل داخلية ظاهرة في تلك المناطق، بالإضافة إلى عوامل خارجية تؤدي إلى تفاقم الوضع.
تأثيرات التصحر على البيئة والإنسان
إن العمليات الاجتماعية والبيئية المرتبطة بالأراضي الصالحة للزراعة والمراعي التي تعتبر أساسية للحصول على الغذاء والماء والهواء النقي، تشير إلى أن تأثير تدهور الأراضي والتصحر يمكن أن يؤثر على صحة الإنسان عبر مسارات معقدة.
مع ازدياد التصحر وتزايد الأراضي القاحلة في بعض المناطق، ينخفض إنتاج الغذاء وتجف مصادر المياه، مما يدفع الناس للانتقال إلى مناطق أكثر خصوبة.
تشمل أبرز التأثيرات المحتملة للتصحر على الصحة ما يلي:
- زيادة مخاطر سوء التغذية نتيجة نقص إمدادات الغذاء والمياه.
- زيادة الأمراض الناتجة عن نقص النظافة وسوء الممارسات الغذائية.
- انتشار الأمراض المعدية نتيجة هجرة السكان.
