تفاصيل آلية تطور مرض التيفوئيد في الجسم

يعتبر مرض التيفوئيد من الأمراض الوبائية التي تؤثر على الملايين حول العالم، ويعود سبب الإصابة به إلى نوع من البكتيريا يعرف بـ “السالمونيلا”. تقوم هذه البكتيريا باختراق الكبد، الطحال، الجهاز الليمفاوي، والمرارة. في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل آلية تطور مرض التيفوئيد وكذلك السبل المتاحة لعلاجه.

آلية تطور مرض التيفوئيد في الجسم

يمكن توضيح آلية تطور مرض التيفوئيد حسب مراحل العدوى على النحو التالي:

  1. الأسبوعين الأول والثاني

تستمر فترة حضانة المرض بين 10 إلى 14 يومًا، وتظهر الأعراض المبكرة لحمى التيفوئيد كالتالي:

  • شعور عام بالتعب والإرهاق مصحوب بصداع.
  • السعال ونزيف الأنف.
  • فقدان في الشهية.
  • إصابة إما بالإمساك أو الإسهال.
  • صعوبة في النوم.
  • حمى تتطور تدريجيًا تصل ذروتها بعد 10 أيام لتكون بين 39 إلى 40 درجة مئوية، وقد تستمر لفترة أطول بمعدلات اقل إذا لم يتم علاجها.

تنتشر البكتيريا بأعداد كبيرة في مجرى الدم مع نهاية الأسبوع الثاني من ظهور الأعراض، ويظهر على المريض طفح جلدي يتكون من بقع وردية صغيرة، قد تختفي خلال 4-5 أيام.

مع تضاعف أعداد هذه البكتيريا، يتسبب الأمر في التهاب الجريبات الليمفاوية على طول جدار الأمعاء. قد تكون هذه الجريبات عرضة للتلف، مما يؤدي إلى حدوث تقرحات في جدار المعدة.

تجدر الإشارة إلى أن الأجزاء الميتة من الأنسجة المعوية يمكن أن تؤدي إلى حدوث نزيف أو حتى انثقاب جدار المعدة، مما يسمح لمحتويات المعدة بالدخول إلى تجويف البطن، وهذا يزيد من خطر حدوث مضاعفات مثل:

  1. التهاب المرارة الحاد.
  2. الفشل القلبي أو الالتهاب الرئوي.
  3. التهاب العظام.
  4. التهاب الدماغ أو التهاب السحايا.
  5. الاضطرابات النفسية والهذيان.

الأسبوع الثالث

  • مع نهاية الأسبوع الثالث، تظهر بعض الأعراض بشكل واضح، مثل فقدان الوزن، بالإضافة إلى اضطرابات البطن وبعض الأعراض النفسية، حيث تبدأ الحمى في الانخفاض في بعض الحالات.
  • تبدأ الأعراض بالتراجع مع دخول الأسبوع الرابع من العدوى، مما يستدعي ضرورة علاج حمى التيفوئيد، حيث يؤدي ترك الحالة دون علاج إلى نسبة وفاة تتراوح بين 10-30% من المرضى.
  • يجب التنبيه إلى إمكانية تطور عدوى خطيرة وطويلة الأمد مع مرض التيفوئيد في حالات معينة مثل السرطان أو فقر الدم المنجلي.

أعراض مرض التيفوئيد

يجب أن نعلم أن بعض الأفراد قد يكونون حاملين للمرض دون ظهور أعراض واضحة، مما يمكنهم من نقل العدوى للآخرين. ومن أبرز الأعراض المرتبطة بمرض التيفوئيد ما يلي:

  • حمى مستمرة قد تصل إلى 39-40 درجة مئوية.
  • الشعور بالتعب العام والإرهاق، مع آلام شاملة بالجسم.
  • فقدان الشهية وآلام في البطن.
  • صداع مستمر وإرهاق.
  • احتقان وألم في الصدر.
  • تضخم في الكبد والطحال.
  • طفح جلدي يظهر كالبقع الوردية المسطحة على منطقتي الصدر والبطن.
  • الإسهال أو الإمساك.
  • التعرق المفرط.

أسباب مرض التيفوئيد

ينتقل مرض التيفوئيد عبر الطعام والشراب الملوثين ببراز شخص مصاب. كما يمكن أن ينتشر عند غسل الفواكه والخضروات بالمياه الملوثة. ومن طرق انتشار المرض ما يلي:

  1. الانتقال عبر البراز

تنتشر بكتيريا السالمونيلا المسببة لحمى التيفوئيد من خلال الأغذية أو المياه الملوثة، وأحيانًا بواسطة الاتصال المباشر مع شخص مصاب. تُسجل حالات عديدة من الإصابة في الدول المتقدمة، التي تتعلق بالسفر إلى مناطق متضررة، وبالتالي تمرير السالمونيلا عبر البراز وفي بعض الأحيان عبر البول.

  1. الاتصال المباشر مع المصابين

يبقى بكتيريا السالمونيلا في الأمعاء أو المرارة لدى بعض الأشخاص الذين يتعافون من حمى التيفوئيد، حتى بعد تناول المضادات الحيوية. هؤلاء الأشخاص يُعرفون باسم “الناقلين المزمنين”، حيث يمكنهم أن ينقلوا البكتيريا للآخرين على الرغم من عدم ظهور أي أعراض أخرى.

علاج مرض التيفوئيد

  1. العلاج المنزلي

يمكن علاج مرض التيفوئيد في حال تم الكشف المبكر عن العدوى من خلال وصف المضادات الحيوية لمدة تتراوح بين 7-14 يوم. يشعر المريض بتحسن في الأعراض بعد يومين إلى ثلاثة أيام من بدء العلاج.

من المهم الالتزام بتناول كورس المضادات الحيوية بالكامل كما وصفه الطبيب، لتفادي عودة الأعراض مرة أخرى. بالإضافة إلى ذلك، يجب الحرص على تناول كميات كافية من السوائل، الحصول على قسط كافٍ من الراحة، والمواظبة على تناول وجبات منتظمة.

  1. العلاج في المستشفى

ينصح الأطباء بإجراء العلاج في المستشفى في الحالات التي تظهر خلالها أعراض كالغثيان المستمر، الإسهال الشديد، أو الانتفاخ في البطن. يتضمن العلاج إعطاء المضادات الحيوية مع السوائل والمواد المغذية للمريض.

في بعض الحالات، قد يحتاج المريض إلى جراحة في حال ظهرت مضاعفات تهدد حياته. تجدر الإشارة إلى أن معظم المرضى يستجيبون للعلاج بشكل إيجابي خلال 3-5 أيام، ولكن قد يتطلب الأمر أسابيع عدة قبل أن يُسمح لهم بالخروج من المستشفى.

  1. علاج الحاملين للمرض

يفترض على الأشخاص الذين يحملون عدوى التيفوئيد تجنب المشاركة في إعداد أو طهي الطعام حتى تؤكد الاختبارات أنهم قد تخلصوا من البكتيريا تمامًا.

قد يتطلب الأمر تناول المضادات الحيوية لمدة تمتد بين 4-6 أسابيع للتخلص من هذه البكتيريا لدى الحاملين لها.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *