آخر وقت لصلاة الظهر
تعددت آراء العلماء حول آخر وقت لصلاة الظهر، وفي هذه الفقرة سيتم توضيح هذه الآراء بشكل مفصل:
- الرأي الأول
يرى غالبية العلماء أن آخر وقت لصلاة الظهر هو عندما يصبح ظل كل شيء مماثلاً لطوله، باستثناء ظل الزوال. وقد استندوا في ذلك إلى حديث النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-: “فلمَّا كانَ الغدُ صلَّى بيَ الظُّهرَ حينَ كانَ ظلُّهُ مثلَهُ.”
- الرأي الثاني
على الجانب الآخر، يعتقد الإمام أبو حنيفة أن آخر وقت لصلاة الظهر هو حينما يصبح ظل الشيء مثليه، مع استثناء ظل الزوال. وقد استند في رأيه إلى حديث النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-: “إنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِن فَيْحِ جَهَنَّمَ، فإذا اشْتَدَّ الحَرُّ فأبْرِدُوا بالصَّلاةِ.”
حكم صلاة الظهر في آخر الوقت
يجوز للمسلم أداء صلاة الظهر في آخر وقتها، بشرط أن يتمكن من أداء ركعة واحدة قبل انتهاء الوقت. ويستند ذلك إلى قول النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-: “مَن أَدْرَكَ مِنَ الصُّبْحِ رَكْعَةً قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فقَدْ أَدْرَكَ الصُّبْحَ، ومَن أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ العَصْرِ قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ، فقَدْ أَدْرَكَ العَصْرَ.”
وباستخدام ما سبق من حديث، فإن المسلم إما أن يكون غير مذنب إذا أخر صلاة الظهر إلى آخر وقتها، على أن يكون واثقًا بقدرته على أداء ركعة واحدة قبل انتهاء الوقت. أما إذا أخر الصلاة حتى انتهى وقتها دون عذر، فإنه يأثم على ذلك.
أفضل وقت لأداء صلاة الظهر
تباينت آراء العلماء حول الوقت الذي يُستحب فيه أداء صلاة الظهر، وفيما يلي عرض لهذه الآراء:
- الرأي الأول
يرى العلماء أن الوقت المستحب لأداء صلاة الظهر يختلف بين الصيف والشتاء. فقد ذهب الحنفية والحنابلة إلى استحباب تأخير الصلاة في الصيف إلى وقت الإبراد، استنادًا إلى قول النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-: “إنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِن فَيْحِ جَهَنَّمَ، فإذا اشْتَدَّ الحَرُّ فأبْرِدُوا بالصَّلاةِ.” وهذا يعود إلى الحكمة في تسهيل حركة المصلين إلى المساجد، وتعزيز وجود الجماعة.
أما في الشتاء، فإنه يُستحب تعجيل صلاة الظهر، إذ إن الصلاة في أول الوقت أفضل، وهي وسيلة للحصول على رضاء الله، وكذلك لعدم وجود أسباب لتأخيرها، إلا إذا كانت السماء ملبدة بالغيوم، فيُفضل عندها التأخير خشية أن تُصلى قبل دخول الوقت.
- الرأي الثاني
يُستحسن تعجيل صلاة الظهر في كل من الصيف والشتاء، ما لم يكن المصلي في انتظار جماعة، ففي هذه الحالة يُفضل له التأخير حتى يصبح ظل الشيء ربع مثله. وفي حالة شدة الحر، يُفضل التأخير حتى يصبح ظل الشيء نصفه، وفقًا لمذهب المالكية.
- الرأي الثالث
كما يرى الشافعية أنه ينبغي التفريق بين صلاة الفرد والجماعة، إذ يفضل التعجيل للمصلي الفرد، بينما التأخير للجماعة أفضل في البلدان ذات الأجواء الحارة، وذلك من أجل توفير ظل يمشِي فيه المصلي دون مشقة.