أبو مسلم الخولاني: مسيرة أحد أبرز علماء الإسلام وتأثيره في التاريخ الإسلامي

أبو مسلم الخولاني

هو العابد الزاهد عبد الله بن ثُوَب الخولاني الداراني، أحد التابعين المخضرمين الذين عاشوا في زمن الجاهلية، واعتنقوا الإسلام بعد بعثة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. ورغم أنه عاصر النبي، فإنه لم يلتقِ به شخصيًا، مما جعله غير مصنف ضمن الصحابة بناءً على آراء العلماء. ينتمي أصول أبو مسلم إلى أرض اليمن، لكنه استقر في منطقة داريّا، حيث أصبح أحد العلماء البارزين في قراءة القرآن الكريم في الشام. تميز أبو مسلم بخصال عظيمة، فقد كان زاهدًا وعبداً مخلصًا سارع دائمًا إلى الغزو في سبيل الله، وقد شهدت حياته العديد من الكرامات.

الكرامات التي رافقت أبو مسلم

حظي أبو مسلم الخولاني بعدد من الكرامات التي تعكس مكانته الرفيعة في نظر الله تعالى، نذكر من أبرزها:

  • استجابة الله لدعاء أبو مسلم؛ ففي إحدى المرات، أثارت امرأة خلافًا بينه وبين زوجته، فدعا عليها فأصابها العمى. وبعد فترة، جاءت إليه تعترف بخطأها وتطلب منه الدعاء لها بالشفاء، وأقسمت أنها لن تعود إلى سوء خُلُقها. دعا أبو مسلم الله إن كانت صادقة أن يردّ إليها بصرها، وعاد بصرها على الفور.
  • بينما كان أبو مسلم يمرّ بأطفال مطاردين ظبيًا، طلبوا منه أن يدعو الله ليساعدهم في الإمساك بالظبي. فاستجاب الله لدعائه، حيث توقف الظبي ومنحهم الفرصة للقبض عليه.
  • يشير التاريخ إلى أن أبو مسلم مشى على الماء مع رفاقه خلال إحدى الغزوات ضد الروم. وعندما وصلوا إلى نهر، دعا الله تعالى أن يسمح لهم بالعبور، ثم ذكر اسم الله وبدأ بالسير عليه.

وصية أبو مسلم ووفاته

توفي أبو مسلم الخولاني بسبب الحمى أثناء فترة خلافة معاوية، وكان حينها في أرض الروم. أوصى أحد أصحابه بأنه إذا فارق الحياة، أن يكون قبره بالقرب من خط جبهة العدو، وأن يُضع في قبره لواء الغزو مع باقي قبور الشهداء المسلمين. كانت تمنياته أن يقابل الله تعالى في تلك الهيئة. توفي -رحمه الله- في السنة الرابعة والأربعين للهجرة، وهناك من يذكر أنه تُوفي في السنة الواحدة والخمسين.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *