ما حكم الذهاب للسحره والمشعوذين مع الاستدلال.. حكم الذهاب للسحره لفك السحر للضرورة

ما حكم الذهاب للسحره والمشعوذين مع الاستدلال.. حكم الذهاب للسحره لفك السحر للضرورة

ما حكم الذهاب للسحره والمشعوذين مع الاستدلال؟ وما بديلهم؟ انتشرت في الفترة الأخيرة الكثير من المزاعم بتعرض بعض الناس للسحر أو الحسد مما أدى لوقف حالهم أو عرقلة مسيرتهم؛ وكانوا يبررون لأنفسهم زيارة المشعوذين والدجالين بداعي التداوي من السحر أو فك العمل، لذلك اليوم سوف نناقش حكم زيارة السحرة من خلال موقع القمة.

ما حكم الذهاب للسحره والمشعوذين مع الاستدلال

أجمع أهل العلم في كل مكان وزمان من بعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا على حرمة الذهاب للعرافين والدجالين والكهنة والمشعوذين ومن هم على شاكلتهم وقد قسموا حكم من يقوم بزيارتهم إلى قسمين:

  • من ذهب إليهم يسألهم عن شيء فحكمه باتفاق العلماء أنه لا تقبل منه صلاة لأربعين يوم للحديث الوارد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “مَن أتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عن شيءٍ، لَمْ تُقْبَلْ له صَلاةٌ أرْبَعِينَ لَيْلَةً [صحيح مسلم].
  • أما من صدقهم فيما يقولون فقد برئ مما انزل على محمد بنص حديث أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أتى كاهِنًا فصدَّقَهُ بما يقولُ أو أتى امرأةً حائضًا أو أتى امرأةً في دُبُرِها فقد برئَ ممَّا أنزلَ اللَّهُ على محمَّدٍ [صحيح برواية أبو هريرة].

حكم ادعاء معرفة الغيب

بعد أن عرفت إجابة ما حكم الذهاب للسحره والمشعوذين مع الاستدلال، عليك ان تعلم بأن الذهاب للعرافين قد حرم بسبب ادعائهم معرفة الغيب والتنبؤ بما سيكون، وهذا حرام شرعًا ولا دليل على صحته لما ورد من الأدلة المؤكدة على ذلك ومنها:

  • ورد ذكر الجن في الآية الكريمة: {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ ۖ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ} [14- سبأ]

معنى الآية أن الجن لو كانوا يعلمون الغيب لعرفوا وقت موت سيدنا سليمان ولن ينتظروا أن يأكل النمل عصاته الخشبية حتى يسقط أمامهم على الأرض وهذا دليل على أن الجن لا يمكنهم أن يعلموا الغيب

  • وتوجد آية أخرى في سورة الجن يقول الله سبحانه وتعالى فيها: {وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ ۖ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا} [9-الجن].

وهذه الآية تدل أنه قبل مبعث النبي محمد كانت الجن تقعد لسماع الأقدار من السماء بعلم الله فلما بعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم منعهم الله من السماع فصاروا لا يتمكنون من معرفة أي شيء وإيهام السحرة به بعلم الغيب.

  • قال الله تعلى في كتابه العزيز: {قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ۚ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} [65-النمل].

في هذه الآية بالتحديد نفي صريح لعلم أي كائن بالغيب لأن الله تعالى متفرد بالغيب وحده ولا شريك له.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع تجديد السحر

حكم اتهام الناس بالباطل

بعد أن علمت بإجابة ما حكم الذهاب للسحره والمشعوذين مع الاستدلال، عليك أن تعلم أن الاعتماد على كلام العرافين في اتهام الناس بالإيذاء وعمل الأعمال دون دليل واضح أو بينة هو محرم شرعا ولا يجوز لأي شخص اتهام أي شخص دون بينة، وأبرز الدلائل حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي جاء فيه:

أنَّ امْرَأَتَيْنِ، كَانَتَا تَخْرِزَانِ في بَيْتٍ أوْ في الحُجْرَةِ، فَخَرَجَتْ إحْدَاهُما وقدْ أُنْفِذَ بإشْفَى في كَفِّهَا، فَادَّعَتْ علَى الأُخْرَى، فَرُفِعَ إلى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ:…

…قَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لو يُعْطَى النَّاسُ بدَعْوَاهُمْ لذَهَبَ دِمَاءُ قَوْمٍ وأَمْوَالُهُمْ، ذَكِّرُوهَا باللَّهِ واقْرَؤُوا عَلَيْهَا: {إنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بعَهْدِ اللَّهِ} فَذَكَّرُوهَا فَاعْتَرَفَتْ، فَقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: قَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اليَمِينُ علَى المُدَّعَى عليه” [أخرجه البخاري ومسلم].

وفي هذا الحديث دلالة واضحة على حرمة الادعاء على الناس بالباطل بدون دليل أو بينة، كما أن هُناك دليل آخر من القرآن الكريم، قال فيه الله تبارك وتعالى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} [12: الحجرات].

وفي الآية نهي صريح عن اتباع الظن واتهام الناس على أساس الظنون والهواجس أو حتى كلام العرافين أو الاستنتاجات السطحية والمسبقة فلا بد من بينة لمد أدعى.

حكم الاستعانة بغير الله

بعد أن فهمنا إجابة ما حكم الذهاب للسحره والمشعوذين مع الاستدلال، عليك معرفة انه ما يفعله المشعوذون الدجالين من استعانة بغير الله إنما فيه شرك وكفر صريح بالله تعالى.

فالاستعانة بغير الله تكون فيما سؤل المرء فيه، وفي أمورٍ دنيوية يقوى عليها مثل الإقراض والمساعدة في حمل المتاع؛ وهي من الصدقات، إنما الاستعانة بغير الله بما لا يقدر عليه إلا الله هذا ليس إلا من صور الشرك ولا يجوز.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع سورة الملك للتخلص من السحر والحسد

حكم ممارسة السحر

بعد أن علمنا بإجابة ما حكم الذهاب للسحره والمشعوذين مع الاستدلال، إليك حكم من يمارس أفعال السحر والشعوذة ليسترهب بها قلوب الناس فحكمه عند الله أنه كافر وبالتالي يكون حكم ممارسة السحر هو الحرمة المطلقة ولذلك لما ورد للآية الكريمة: {وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ} [البقرة: 102].

إن ممارسة السحر وتعليمه وما يتبعه من أفعال محرمة كلها تعتبر من الأمور التي تخرج المسلم من دينه؛ لذلك فهي من أشد المحرمات التي يجب على المسلم تجنبها ولا بد للمسلم أن يتقوى بالإيمان واليقين ويتسلح بالعلم والدليل.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *